كشف الرابع عشر من غشت الجاري مرة أخرى وعلى غرار عدد من الأعياد التي سبقته وجه الخلاف أو غياب الإجماع حول روزنامة الأعياد بين صيادلة الرباط وسلا. فقد عمدت معظم الصيدليات أول أمس الخميس إلى فتح مقراتها لاستقبال الزبناء كما هو معتاد، فيما فضل أرباب بعض الصيدليات التعطل عن العمل في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى استرجاع وادي الذهب. وقبل أشهر كانت كل الصيدليات بناء على اتفاقات الهيئات الممثلة للصيادلة تقفل أبوابها في كل الأعياد الوطنية والدينية، إلا أنه بناء على مشاورات بين الصيادلة تقرر منح حرية الاختيار في بعض العطل، باستثناء أربعة أعياد وهي عيد الأضحى وعيد الفطر وعيد الشغل وعيد العرش، أما فيما سواها يظل الاختيار بيد الصيادلة، الاتفاق نص أيضا على منح مساعدي الصيادلة في حال العمل في يوم العيد تعويضا ماديا عن اليوم نفسه، أو إمكانية التعطل في يوم آخر مقابله، إلا أنه وكما صرح لنا عدد من المساعدين والمساعدات يظل تحقيق هذين الخيارين بعيد المنال أمام ماكينة الاستغلال التي يمارسها بعض أرباب الصيدليات والذين لا ينحصر استغلالهم لهذا الجانب، بل يتعداه إلى عدم تسوية وضعية العاملين، وعدم صرف التعويضات عن الساعات الإضافية خلال المداومة، حيث أصبحت الصيدليات في الرباط وسلا تتناوب الواحدة تلو الأخرى على المداومة بين الاثنين والجمعة من الصباح حتى العاشرة مساء، ويأتي دور أخرى للإبقاء على أبوابها مفتوحة زوال ومساء السبت ويوم الأحد كاملا. ملف آخر ينبغي الانكباب عليه من طرف هيئة تفتيش الشغل لإعادة الأمور إلى نصابها وصيانة حقوق المساعدين والمساعدات. هؤلاء وأمام توالي الاستغلال، عمدوا بدورهم إلى التجمع في هيئات تمثيلية نقابية للدفاع عن حقوقهم، فيما يظل الإجماع حول نقط الالتقاء بين الصيادلة بعيد المنال، حيث أصبحت الهيئات الممثلة لهم تتناسل، بل وخلال مؤتمر انعقد أخيرا، عمد صيادلة محسوبون على حزب سياسي تغليب الحس السياسي على الحس المهني في محاولة لإفشال أشغال المؤتمر والهيمنة على الهيئة التمثيلية. والأمل ألا تصل مثل هذه المناورات الجانب الخدماتي فيتضرر بذلك المواطن.