العلم :وكالات «لا نتصوراليوم اقامة حفل عرس بوهران بدون النكافات « بهذا التعليق لخص بائع لجهاز العرائس لوكالة الأنباء الجزائرية حجم تغلغل تانكافت الزاحفة من الحدود المغربية لتؤثت أفراح المجتمع الوهراني والتلمساني و تشكل تلك البصمة التراثية التي فرضت وجودها خلال السنوات الأخيرة . « تانقافت « نسبة الى نسوة متخصصات في تزيين و إلباس العروس و مرافقتها طيلة ليلة العرس تجد جذورها في المجتمع الفاسي الذي طور سيناريوهات و مراسيم خاصة لاحياء الأعراس بدءا من ليلة الحناء و مرورا بمحطات لباس العروس المختلفة الذي تظهر به خلال حفل الزفاف و الذي يستلهم في كل «تبريزة /ظهور « شكله و أناقته من رصيد اللباس المغربي التقليدي بمختلف المناطق المغربية و إنتهاء بالهودج أو العمارية التي تطوف في تنسيق محكم بين المدعوين باشراف النقافات وهم إثنان في الغالب بمساعدة بعض الأعوان . هذه العادة المغربية الأصيلة التي تجد بداياتها الأولى بقصور غرناطة الاسلامية أضحت تفرض نفسها تدريجيا في طقوس حفلات الزفاف بالغرب الجزائري و يتزايد الطلب عليها في مناطق أخرى من هذا البلد يمارسها كحرفة بالجزائر منذ سنوات سيدات أقمن بالمغرب أين تتلمذن و حصلن قواعد الحرفة المبنية على الدقة و الخفة في الخدمات و الجدية في مهمة تعهد الحفل الذي يتضمن تحديد البرنامج و التوقيت و مجريات سهرة العرس و التكفل التام طيلة سهرة الزفاف بالعائلة والجيران وأصدقاء العرسان . و تقول زهرة «النكافة» المعروفة بوهران والتي لا تتردد بالتاكيد بأن دفتر مواعيدها قد امتلأ لموسم الصيف انها تضبط مراسيم سهرة العرس وكأنها قطعة موسيقية فكل شيء معد من حيث عدد فساتين العروس وتسريحاتها ومجوهراتها و تزيين القاعة و ملابس مرافقاتها والموسيقى التي تصاحب «التصديرة( التبريزة في المغرب )»و موضع المدعويين والأطباق المعروضة ونوعية المشروبات والحلويات المقدمة . «كل شىء محدد حسب امكانيات كل زبون هي حفلة جاهزة - تضيف زهرة- نقترحها وعملنا هو اضفاء جمالية على كل عرس نحييه للحفاظ على سمعتنا تقول زهرة مشيرة الى أن النشاط الذي يقام بلمسات متواضعة بوهران يعد بمستقبل مبشر». ويقترح جملة من الخدمات انطلاقا من كراء القاعة مرورا بالفرقة الموسيقية والمصور علاوة على كراء سيارة «ليموزين» لموكب العرس الذي ينبغي له أن يبهر عقول الوهرانيين. كما تصرح زهرة مؤكدة أن أسعارها في متناول الجميع. «أقترح أسعار تتراوح من 50.000 دينار الى 150.000 دينار(10 دنانير تساوي درهما واحدا في السوق السوداء ) حسب متطلبات وأهواء الزبون. انها ليست أسعار مرتفعة بما انني أجلب معي عدة أشخاص من منشطي السهرة و حاملي الأريكة التي توضع فوقها العروس و منشطي السهرات (دي جي) والمصور والمشرف وكذا الخادمين « تقول المتحدثة. وتستعد النكافات اللائي أصبحن اليوم جزء من ديكور سهرات الاعراس بالغرب الجزائري لنقل هذه التجربة نحو الوسط والشرق التي مازالت محتشمة ولكن مع ذلك «شرعنا بناءا على طلبات البعض بتنشيط سهرات بالجزائر العاصمة والبليدة» تصرح محدثتنا مؤكدة أن الوقت سيحين ليس لتقديم خدمات أرقى وانما لتصبح ضرورة ملحة من أجل الاحتفاظ بأجمل ذكريات ليلة العمر.