كان ضيف حلقة «ذكريات عبرت» البرنامج الذي يستعرض شريط أحد شيوخ العيطة الجبلية والطرب الجبلي، الشيخ عبد السلام الحاجي السريفي الذي كما قدم الزميل عبد الاله الحليمي لم ينل حظه من الأضواء والظهور الاعلامي، رغم ما راكمه الرجل منذ ستينيات القرن الماضي من منجز فني يعضده في ذلك صوته وحفظه للمخزون التراثي الهائل للعيطة الجبلية، الذي تلقاه عن شيوخه كان أولهم والده. وقد استضاف البرنامج ايضا مجموعة من الضيوف الذين تربطهم بالشيخ السريفي علاقة فنية وإنسانية، يتعلق الأمر بالفنان عبد المالك الأندلسي ومجموعته وكذا الفنانة كريمة الطنجاوي نجمة الغناء الجبلي، إضافة الى ضيوف آخرين ملأوا بأنغامهم وشهاداتهم جنبات استوديو «عبد القادر الراشدي». ومباشرة عبر الهاتف استمعناالى شيخ الطرب الجبلي الحاج محمد العروسي والفنانة شامة والباحث في التراث الجبلي عبد الواحد الذهبي، ومن شفشاون كانت شهادة الفنان عبد اللطيف الخمسي اضافة إلى شهادة أحمد الكرفطي. البرنامج عرف مسارا متصاعدا، واستطاع أن ينبش في ذاكرة وعمر الرجل ، وأن يستنطقه رغم الخجل الذي يلف الشيخ الحاجي السريفي منذ أول سؤال، بينما كانت الفرقة الموسيقية تواكب هذا الحديث بفقرات موسيقية وغنائية. كما توقف البرنامج عند مختلف المراحل التي ميزت المسار الفني للشيخ الحاجي السريفي. هذه المراحل توجت بشهادات الضيوف التي أجمعت على جمال صوته وقدرته على التجول بطلاقة بين المقامات وتمكنه من الصنعة، مع التأكيد على أخلاق الرجل العالية. وفيما يخص خبر اعتزاله نفى الحاجي السريفي ذلك مؤكدا على رغبته في الاستمرار، وقد اتفق الحاضرون والمتدخلون على حاجة الفن الجبلي لهذا الصوت المتميز وضرورة استمراره في العطاء. الحلقة أيضا راهنت على وضع الشيخ الحاجي السريفي في مكانه الى جانب زملائه رواد العيطة الجبلية، أمثال الشيخ محمد العروسي، الشيخ أحمد الكرفطي، الشيخ عبد المالك الأندلسي، الشيخ عبد اللطيف الخمسي، في أول لقاء إذاعي يجمع كل هؤلاء ويتيح للمستمع التعرف على ما يربط شيوخ العيطة الجبلية من ذاكرة وفن ومصير مشترك. ونتمنى من معدي البرنامج ان يقدموا لنا في إحدى الحلقات المقبلة لقاء من الفنانة منانة السريفية التي تعتبر حسب ما أظن أول صوت نسوي أنشد العيطة الجبلية.