سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان «الطقطوقة الجبلية» في طنجة يدخل موسمه الثالث بتحد أكبر.. مع استمرار مأزق الدعم يشارك فيه مغني الراب «مسلم» ورمز أغنية الأطلس «رويشة» وفرق الركادة
في السابع عشر من شهر يوليوز الحالي، تبدأ النسخة الثالثة من مهرجان «الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة» في طنجة، وهو من المهرجانات القليلة، وربما الوحيد، الذي يعكس بالفعل تراث وفن المدينة والمنطقة عموما، مع انفتاحه على باقي الفنون والتراث الموسيقي لمناطق مغربية أخرى. المهرجان الذي سيستمد ما بين 17 و21 من الشهر الحالي، سيكون فسيفساء متنوعة ستلعب فيه فنون وموسيقى الطقطوقة الجبلية دور المحور، وستكون محاطة بألوان غنائية وفنية أخرى من الشمال والأطلس والشرق. الدورة الثالثة لهذا المهرجان تنظم في وقت تحولت فيه طنجة إلى مقر دائم لمهرجانات أخرى، من بينها ما تمتح من التراث المغربي في الموسيقى والفن، وأخرى تتكئ على الموسيقى الإقليمية والمتوسطية، وأخرى تحمل إلى طنجة موسيقى من عالم آخر من أجل مجموعة محدودة من هواتها مثل مهرجان الجاز. ومن بين كل هذه المهرجانات فإن مهرجان الطقطوقة الجبلية هو الوحيد الذي يعاني منظموه كل عام من أجل توفير الإمكانيات الضرورية لاستضافة الضيوف وتوفير تعويضات ولو رمزية للمشاركين فيه. وربما يبدو غريبا أن مهرجانات أخرى تفيض حولها السيولة وتجد متبرعين في كل مكان، بينما مهرجان الطقطوقة يلهث كل مرة من أجل بعض الدعم، وهناك مؤسسات عمومية وأشخاص ذاتيون في طنجة يعتبرون أنه من الأوْلى أن يمنحوا دعمهم لمهرجانات غنية وتحظى بدعم خاص، عوض أن يمنحوه لمهرجانات من صميم تراث المنطقة ولا تبحث عن الربح بقدر ما تبحث عن إكمال أيام المهرجان بسلام. ومن بين الانعكاسات المادية التي ألقت بظلالها على دورة هذا العام إلغاء العروض والسهرات التي كان مزمعا تنظيمها في مدينة تطوان، بسبب عدم التوفر على ميزانية كافية تسمح بذلك. برنامج الدورة الثالثة لمهرجان الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة سيتميز هذا العام بمزيج من الفنون والسهرات، بالإضافة إلى تكريم وجوه معروفة في هذا المجال الفني ومجالات موسيقية أخرى، وعرض شرائط وثائقية وتنظيم ندوات وموائد مستديرة. الافتتاح الرسمي للمهرجان سيكون في المسرح البلدي محمد الحداد ببني مكادة، وسيتم خلاله عرض شريط وثائقي عن الحياة اليومية للمرأة الجبلية، وتقديم لوحة من «العيّوع» من تقديم شامة الزاز ونساء أحد الغربية ونساء بني عروس، مع أغان ورقصات جبلية لفرقة الشمال مع محمد العروسي وحاجي السريفي. ويوم السبت 18 يوليوز ستنظم في فندق أمنية بويرتو، على الساعة الرابعة والنصف مساء، ندوة حول «التراث الفني الجبلي والمقاومة»، وهو نفس اليوم الذي سيعرف تنظيم سهرة في الهواء الطلق بساحة الأمم، بمشاركة عبد المالك الأندلسي وكريمة الطنجاوية وحاجي السريفي ولحسن العروسي وعبد الواحد القصري وعادل الميلودي. ويوم الأحد 19 يوليوز ستقام سهرة أخرى في ساحة الأمم بمشاركة جوق عبد الرحمن الصنهاجي وأغاني دويتو لشيخ الأغنية الجبلية محمد العروسي وشامة، ومنوعات جبلية لعبد الرحيم الصنهاجي، وأهازيج من الكناوي الجبلي للباتول الغمارية، وسيختتم سهرة هذه الليلة مغني الراب الشهير «مسلم». اليوم الثالث من المهرجان سيبتدئ بمائدة مستديرة حول موضوع «المرأة الجبلية ركيزة أساسية في الاقتصاد المحلي»، بفندق «أمنية بويرتو» في الرابعة والنصف مساء، وفي نفس اليوم سيتم تنظيم سهرة بساحة الأمم مع جوق عبد المالك الأندلسي وعبد اللطيف الخمسي وخديجة العرايشية وشامة والباتول الغمارية ووصلات من فن «أعيّوع» مع نساء أحد الغربية. سهرة هذا اليوم سيختتمها رمز الأغنية الأمازيغية محمد رويشة. مهرجان «الطقطوقة الجبلية والفنون المجاورة» سينهي فعالياته يوم الأحد 21 يوليوز عبر لوحات فنية تمثل الاستمرار في فكرة حفظ تراث المنطقة من الاندثار، وأيضا في الانفتاح على فنون مغربية تتقاسم مع الطقطوقة الجبلية هاجس الاستمرار والتحدي. السهرة الختامية في ساحة الأمم ستبدأ بلوحات فنية فلكلورية لفرقة جهجوكة وفرقة الحصادة وفرقة الهيث الجبلي، والتي تخلد لأسطورة بوجلود وما يرافقه من احتفالية جماعية، ووصلات كوميدية مع الثنائي «شريويطة وفريويطة». سيتم خلال السهرة الختامية أيضا تكريم شيوخ العيطة الجبلية وهم محمد العروسي وأحمد الكرفطي وحاجي السريفي وشامة الزاز، والذين سيشاركون في عرض لأغان وأهازيج جبلية. السهرة الختامية ستعرف مشاركة لافتة من شرق المغرب عبر فرقة الركادة من بركان، وأيضا بمشاركة فرقة المختار البركاني.