* العلم: الرباط في إطار الدور الذي يضطلع به المغرب إقليميا وقاريا، حل قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا بالجيش الأمريكي (أفريكوم)، الجنرال توماس ولدهاوسر، في ضيافة المغرب الخميس الماضي، في سياق ارتفاع وتيرة التحركات الأمريكية العسكرية في القارة الإفريقية. وقد التقى الجنرال الأمريكي كلا من المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الجنرال عبد الفتاح الوراق، والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبداللطيف الوديي. في هذا السياق، أصدرت الوزارة المكلفة بالدفاع الوطني بلاغا قالت فيه إن مباحثات الوديي مع الجنرال الأمريكي همّت مجالات التعاون بين المغرب والولاياتالمتحدة، "هذا التعاون، المنتظم والمكثف والمتنوع، والذي يهم، على الخصوص، تكوين الأطر وتبادل الخبرات وتنظيم التداريب المشتركة، يعتمد على التبادل المستمر لزيارات كبار المسؤولين". بلاغ آخر للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، قال إن الجنرال الأمريكي جاء على رأس وفد عسكري في زيارة تدوم ثلاثة أيام، وإن اللقاء معه جرى "بحضور القائم بالأعمال وملحق الدفاع لدى سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالرباط". وتحظى القيادة الإفريقية داخل الجيش الأمريكي، التي أحدثت عام 2008، بأهمية متزايدة تعكس التركيز الأمريكي الخاص على المنطقة الإفريقية، واندراج المغرب ضمن قائمة حلفاء واشنطن في القارة. فبعد سنوات من إدراج المغرب ومعه دول شمال إفريقيا ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في هيكلة وزارة الخارجية الأمريكية، كشفت هذه الأخيرة أخيرا عن قرار استراتيجي جديد يتمثل في إلحاق المغرب ودول المنطقة باستثناء مصر، بالمنطقة التابعة للقيادة الإفريقية. ويعني هذا الإجراء أن التقارير والوثائق التي تصدرها الدبلوماسية الأمريكية، ستصبح نابعة من شعبة إفريقيا بدل تلك الخاصة بالشرق الأوسط. وهو تعديل يجعل الخارجية الأمريكية تطابق خريطتها مع تلك المعتمدة من طرف وزارة الدفاع ومعها الجيش الأمريكي، حيث تضم القيادة الإفريقية "أفريكوم"، جميع دول القارة الإفريقية باستثناء مصر المرتبطة بالشرق الأوسط من خلال اتفاقية السلام مع إسرائيل. تحوّل تزامن مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وبروز رهانات دولية كبيرة حول القارة السمراء. وكانت قيادة "أفريكوم" تطالب أيضا بمنحها مقرا دائما بالمغرب، الأمر الذي طرحته قبل نحو ثمان سنوات على المغرب ورفضه بطريقة دبلوماسية، معوضا إياه بمستوى متقدم من التنسيق والتعاون، لكن أصواتا أمريكية خرجت أخيرا لطرحه من جديد في سياق سعي أمريكي متواصل إلى تعزيز وجودها العسكري في القارة الإفريقية. وكانت الخبير المعتمد لدى مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، جيمس روبنس، كتب الصيف الماضي مقالا ينظّر لضرورة انتقال قيادة "أفريكوم" إلى المغرب كشرط ضروري لحماية استقرار المنطقة. الخبير الأمريكي ذهب أبعد من ذلك واعتبر أن حصول القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي على قاعدة تصبح مقرا لها بدلا من شتوتغارت الألمانية، هو السبيل الوحيد لحصول المغرب على موقف أمريكي مؤيّد في ملف الصحراء. التقرير الذي قدّمته القيادة الإفريقية للجيش الأمريكي أمام الكونغرس تضمن أهم معالم الاستراتيجية التي ترسمها واشنطن للقارة السمراء. التقرير قال إن 15 من بين 20 دولة "هشة" موجودة في العالم، تقع داخل القارة الإفريقية. وأوضح التقرير أنه وضمن برنامج عمل القيادة في العام 2017، تشتغل هذه الأخيرة على خمسة خطوط أساسية، وهي مواصلة تأمين القرن الإفريقي ونقل المسؤوليات الأمنية التي تتحملها القوات التابعة للاتحاد الإفريقي إلى السلطات الصومالية، ثم محاربة التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء واستعادة الاستقرار في ليبيا، ثم مواجهة تنظيم "بوكو حرام"، ثم مكافحة الأنشطة غير المشروعة في منطقة خليج غينيا، وأخيرا بناء قدرات قارية في مجال حفظ السلم ومواجهة الكوارث الإنسانية.