* الرباط: العلم يظهر أن اللقاء الذي جمع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بأحزاب الأغلبية الحكومية ومعهم رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، وما أعقبه من تصريحات، زاد من درجة الاحتقان في الريف. حيث قرر قادة الحراك هناك، الدعوة إلى إضراب عام تليه مسيرة وصفوها بأنها ستكون تارخية، يوم الخميس، وهي الخطوة التي جاءت كرد على اتهامهم من قبل أحزاب الأغلبية الحكومية ب"الانفصاليين". في هذا السياق، أعلن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أنه يتابع "باهتمام بالغ التطورات التي يعرفها الاحتقان الاجتماعي بإقليم الحسيمة". مشيرا في بلاغ تلقت "العلم" نسخة منه أنه "إيمانا منه بخطورة هذه الوضعية على السلم الاجتماعي والاستقرار بالمنطقة، ارتأى الفريق القيام بمبادرة لإحداث لجنة نيابية مؤقتة لتقصي الحقائق للوقوف على هذه الوضعية". وأبرز البلاغ أن هذه التطورات تحدث "رغم الجهود المبذولة لاحتواء هذه الأزمة ذات البعد الاجتماعي، التي يجب التعامل معها بمقاربة تنموية في إطار الديمقراطية التشاركية وسياسة القرب بمشاركة القوى السياسية الحية وهيئات المجتمع المدني والمنتخبين". وقال نور الدين مضيان رئيس فريق الوحدة والتعادلية بمجلس النواب، إن مطالب الحراك في مدينة الحسيمة اجتماعية صرفة ومشروعة جدا، وتعبر عن طموح وحلم المغاربة ليس في الريف فحسب بل في كل مناطق المغرب، موضحا أن هناك خصاصا كبيرا في كل المناطق على عدة أصعدة. مضيفا في تصريح ل«العلم»، أن منطقة الحسيمة بالتحديد، والبادية المجاورة لها، تعاني هشاشة وعزلة، سواء تعلق الأمر بالربط بالشبكة الطرقية، أو التعليم والصحة والتجهيزات الأساسية. وقال مضيان إن المشكل الأساسي والمرتبط بعمق ما هو اجتماعي يتمثل في البطالة وعطالة شباب المنطقة. وتأسف رئيس فريق الوحدة والتعادلية بمجلس النواب من إغلاق المعامل التاريخية التي كانت موجودة بالحسيمة، الشيء الذي انعكس سلبا على تشغيل الشباب والدفع بالكثير منهم إلى الهجرة خارج أرض الوطن أو الى المدن المغربية الكبيرة. وأوضح أن المطالب الاجتماعية المرتبطة بالتطبيب والتشغيل والتعليم هي التي استقطبت الأعداد الكبيرة من الساكنة إلى الاحتجاج. وأفاد أن مطالب ساكنة الحسيمة مشروعة لأن الوضع الصحي والاجتماعي مقلق، ويدفع بالكثيرين وخاصة المرضى إلى التوجه إلى مدن أخرى كوجدة والرباط وفاس للعلاج، خاصة إذا علمنا أن سكان الحسيمة من أكثر المغاربة تعرضا للسرطان بسبب ما مرت به المنطقة أثناء استعمال الغازات السامة وكان ناصر الزفزافي، أحد الوجوه البارزة في "حراك الريف"، دعا إلى إضراب عام يوم غد الخميس، بالإضافة إلى مسيرة حاشدة، وصفها بالتاريخية، ردا على مخرجات الاجتماع الذي عقدته الأغلبية الحكومية يوم الأحد، والتي اعتبرت مطالب "الريف" بأنها تحمل نزعة انفصالية. وأدان الزفزافي في فيديو بثه على صفحته ب"الفايسبوك"، ما اعتبره "افتراءات توحي بأن نشطاء الحراك لا يستجيبون لدعوات الحوار، مؤكدا أن هؤلاء "دعاة سلم وأهل حوار على أرضية الملف الحقوقي للساكنة وليسوا بمحترفي السياسة". كما أعلنت لجنة الحراك الشعبي بالناظور، عن تنظيمها وقفة احتجاجية يوم الجمعة المقبل بساحة التحرير بالمدينة، ردا على تصريحات أحزاب الأغلبية الحكومية، التي اتهمت "حراك الريف" بأنه ممول من الخارج، ويمس "الثوابت والمقدسات الوطنية". ودعا نداء للجنة "عموم الساكنة إلى النزول المكثف للمطالبة بالحقوق المشروعة للإقليم المسطرة في الملف المطلبي، ورفض كل أشكال التهميش والإقصاء والفوضى العارمة التي يعانيها الإقليم". في هذا الإطار، أكد سعيد فنيش، أحد قادة الحراك بالناظور، على أن استمرار الحراك بالمدينة رهين بتحقيق الملف المطلبي و"مدى استجابة المسؤولين لمطالبنا العادلة والمشروعة". مشددا على أن وقفة الجمعة كانت مسطرة ضمن البرنامج الاحتجاجي، لكن الخرجة الأخيرة لممثلي الأغلبية الحكومية، ستزيد من "إصرار الساكنة على المطالبة بحقوقها المشروعة"، مؤكدا مضيهم في مسلسلهم الاحتجاجي "رغم أن هناك من هم مسخرون من طرف أجهزة السلطة من أجل إفشال الحراك، ليس على مستوى مدينة الناظور فقط بل على مستوى الريف بأكمله".