يبقى التلفزيون دائما أكثر وسائل الإعلام تأثيرا على الجمهور، وخصوصا الأطفال، حيث تشكل الرسوم المتحركة البرنامج الأول لديهم، وغالبا ما يهمل الآباء متابعة ما يشاهده أبناؤهم من رسوم متحركة، اعتقادا منهم بأن ذلك لن يؤثر عليهم بأي شكل كان، فيكونون مطمئنين كلية لجميع مايتلقاه أبناؤهم عبر المسلسلات الكرتونية المعروضة عليهم من خلال العديد من الفضائيات العربية والأجنبية المتخصصة في برامج الأطفال. والمشكلة الأخطر تكمن في ما يتلقاه الأطفال من خلال الأنترنيت، فبعض الرسوم المتحركة وصلت الى حد إدراج بعض المقاطع والمشاهد التي يمكن أن نصفها بالاباحية والخادشة للحياء ولبراءة الأطفال كمشاهد القبل وغيرها. فمن غير المعقول أن يشاهد الأطفال هذه المشاهد نظرا لما يترتب عنها من مخاطر على المدى البعيد أو المتوسط. والأطفال هم من أكثر المترددين على محلات الانترنيت المنتشرة بصورة كبيرة في مختلف الأحياء. وكثيرا ما يتركون بمفردهم في عالم الانترنت الواسع دون حسيب أو رقيب يلاحظون ويكتشفون خلف شاشة الكمبيوتر فينفتح لهم ماينبغي أخذه ومالا ينبغي أخذه سواء ما يجدونه في الرسوم المتحركة أو غيرها. وبناء على ذلك مادامت الشبكة العنكبوتية لم يصنع لها قانون منظم فمن واجب الأولياء بالدرجة الأولى الحرص على مراقبة جميع ما يشاهده أبناؤهم من مؤثرات خارجية سواء من التلفزيون أو الفيديو أو على الأقراص المضغ وطة حتى ولو كانت تبدو في الظاهر مواقع خاصة بالأطفال وهو الدور الذي يجب أن يلعبه بالدرجة الثانية أصحاب مقاهي الأنترنيت كذلك، مادام الكثير من الأطفال يقضون ما بين المدرسة ومقهى الانترنت وقتا أكبر بكثير مما يقضون في بيوتهم.