عبد المطلب الزيزاوي صدر أخيرا للأستاذ الباحث قسوح اليماني كتاب يحمل عنوان: توظيف التراث الشعبي في الأدب المغربي المكتوب بأمازيغية الريف. عن مطبعة الأنوار المغاربية بوجدة. ويعد الكاتب ثمرة جهد وبحث من طرف الباحث في هذا الأدب الذي لايزال لم يتعرض لدراسات كافية تشفي غليل المهتمين. وهذا الكتاب هو في الأصل رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة تحت إشراف الأستاذ: جمال الدين السراج في وحدة التكوين والبحث: التراث الشعبي في الغرب الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة برسم السنة الجامعية:2005/2006م. ويعد المؤلف ثمرة جهد وبحث من قبل الباحث في ثنايا هدا الأدب المعاصر. بالنسبة للنماذج المدروسة، فقد اختار الباحث رواية «jar ujar» لمحمد بوزگو، والمجموعة القصصية «tifadjas» للوليد ميمون، و الديوان الشعري «ad arigh deg wezru» لأحمد الزياني. وكما جاء في تقديم الأستاذ عبد الرزاق العمري، فهذا الاختيار «يترجم الوعي المتيقظ والحاد بأهمية هذا الإنتاج الرمزي في رسم مظاهر وجدان وذهنية المثقف الأمازيغي بمنطقة الريف المغربي، وفي قياس شعرية هذه الكتابة الجديدة، كما في تمثل نسبة تعالقها النصي بأنماط أخرى من الآداب التي تخترق كل أشكال التصنيف الاجناسي... وفيما يتصل بالمنحى المنهجي للتناول، فقد نوع الباحث من عدده النظرية، لتشمل المقاربة التناصية كما تبلورت في كتابات ميخائيل باختين و جوليا كريستفا وجاك دريدا.... والمقاربة التاريخية التي تتخذ من الأدب الأمازيغي الشفاهي والمدون وثيقة حية في تصحيح و تقويم التاريخ الرسمي، بل وفي نفض أوهام الايديولوجيا، وتقليص هيمنتها من داخل محفل التاريخ. وفي المقام الثالث اعتمد الباحث المقاربة الفنية بالمعنى الأكثر انفتاحا على الذوق والذوق الفني خاصة، وإثراء للمقاربة المنهجية استمسك الباحث بمقومات وأهداف التصنيف البيبليوغرافي في إثبات و إحقاق شرعية الأدب الأمازيغي الحديث بالريف. بهذه المقاربة المرحة والممتعة، استطاع الباحث أن يقربنا من مجالات التراث الشعبي بمنطقة الريف المغربي، وهي على تنوع أقسامها وتعدد تجلياتها وخصائصها، ترسم بالملموس أطوار التحول التي اعتبرت الأدب الأمازيغي في انتقاله من طور الشفاهية الى طور الكتابة، كما ترصد لأهم الثوابت التي لازمت الأثر الأدبي الأمازيغي في طوريه الإنتاجيين : في ثبات بنياته الفكرية والشكلية، كما في إبدالاتها وتحولاتها المتفرعة عن الأصل». ومن حسنات هذا المنهج المتبع في الدراسة، أنه مكن الباحث تناول الأدب الأمازيغي الحديث بالريف المغربي من زاوية تقاطع فيها الثقافي والجغرافي والتاريخي والوجداني... وهو تحديد _ يراه الباحث- كاف للكشف عن أسباب تأخر ظهور الشكل الطباعي والكتابي لهذا الأدب المميز». يحتوي هدا الكتاب على بابين: الأول يحمل عنوان: الإطار النظري، المصطلحات والمفاهيم. ينقسم بدوره إلى ثلاثة فصول، الأول: العلاقات بين نصية: التناص مفهومه وأصوله وتطوره. الفصل الثاني: تعريف التراث الشعبي: أقسامه وبعض خصائصه. أما الفصل الثالث فقد تناول فيه الكاتب مفهوم الأدب الأمازيغي والأدب المغربي المكتوب بالأمازيغية، والأدب المغربي المكتوب بأمازيغية الريف. الباب الثاني: توظيف التراث الشعبي في بعض أجناس الأدب المغربي المكتوب بأمازيغية الريف. هذا الباب بدوره مقسم إلى ثلاثة فصول. في أفصل الأول تتطرق المؤلف لتوظيف التراث الشعبي في رواية jar u jar لمحمد بوزگو. أما الفصل الثاني فقد تتطرق لتوظيف التراث الشعبي في المجموعة القصصية ثيفادجاس للوليد ميمون. الفصل الأخير فقد تناول توظيف التراث الشعبي في ديوان «أذ- اريغ گ - زرو».