ضمن منشورات جمعية وادي الحجاج للثقافة والتنمية سكورة ، ورزازات، وفي سياق المشاريع العلمية للمركز المغربي للتراث الشعبي والمخطوطات بالدار البيضاء، وضمن سلسلة توثيق التراث - المكانز ، صدر مؤخرا للدكتورة السعدية عزيزي والأستاذين سعيد أيت زهرة وطارق المالكي كتاب بعنوان: «مكنز التراث الشعبي المغربي». فبعد قسم نظري تمحور حول مفاهيم التراث الشعبي، المكنز والمعجم والذخيرة، إضافة إلى دراسة تقويمية لمكنز الفولكلور المصري وعرض مختصر لبعض التجارب العربية والأجنبية في مجال صناعة المكانز، ضم الكتاب خمسة فصول هي: المعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد، الأدب الشعبي، الفنون الشعبية والثقافة المادية. والكتاب ثمرة جهود وأعمال ودراسات متخصصة أنجزتها وحدة تحقيق وتوثيق دراسة التراث المغربي المخطوط والشفهي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك - جامعة الحسن الثاني، المحمدية التي انبثق منها مركز علمي مستقل مختص في دراسة التراث والثقافات الشعبية. وبالنظر إلى مضامين ومحتويات الكتاب، يتضح المجهود العلمي الواسع ومنهج البحث الحديث الذي استند عليه، والذي يقوم بالأساس على اعتماد أدوات التوثيق المعلوماتي الجديد التي تساعد المهتمين والباحثين في التراث وعلم الفولكلور على الاسترشاد والاستزادة والتكشيف وإغناء التجربة العلمية حول التراث، فضلا عن تمكينهم من نظم التوثيق والتخطيط لصون التراث وتدوين المتون الشفاهية وحفظ الآثار المادية وتخزينها وعرضها للدراسة والمقارنة والتحليل والتمحيص. وبالتأكيد، فإن كتاب «مكنز التراث الشعبي المغربي» يعد تربة خصبة لتكوين بنك معلومات وقاعدة بيانات إلكترونية تشكل مجمعا ووعاء لحفظ المصطلحات والمفاهيم والتعبيرات الشعبية ذات الاتصال المباشر وغير المباشر بالمتروكات والمأثورات الشعبية المغربية الغنية والمتنوعة. ولا شك أن إنجاز هذا الكتاب، وكما جاء في مقدمته (ص. 8) من شأنه أن «يثري حقل الدراسات التراثية الفريدة على الصعيدين الوطني والعربي، وترفد ميدان البحوث الأكاديمية بأداة من أدوات التوثيق المعلوماتي الحديثة التي سيكون لها تأثير مميز على مسيرة البحث التراثي ببلادنا، سيما وأنها تمثل حصيلة تجربة ومعاينة واحتكاك ميداني ونظري هام. ولا شك أيضا أن بلدا مثل المغرب بتعدد مناطقه وجهاته، وبتنوع عاداته وتقاليده وخصائصه ومميزاته الثقافية الشعبية، في حاجة ماسة إلى الكثير من مثل هذه الأبحاث والدراسات التي ما تزال الساحة العلمية الوطنية تفتقر إليها، وذلك لتجلو الكثير من الحقائق التي تحتاج إلى إبراز وتمحيص، ولتلقي الأضواء على بعض النواحي التي لم يتح لها أن تكشف وتدرس، وتقدم للباحث المهتم في إطار مقنن ومنهجي يواكب روح العصر. ويأتي مكنز التراث الشعبي المغربي في هذا السياق، ملبيا حاجات البحث العلمي في ميدان التراث الشعبي، ومحققا لرغبات الكثير من الباحثين في الاستزادة من معين الدراسات والبحوث التراثية، ومواكبا للتطور الحاصل في نظم التوثيق وعمليات تخزين المفاهيم واسترجاعها». إن «مكنز التراث الشعبي المغربي»..دراسة علمية في غاية الأهمية تتعزز بها المكتبة التراثية المغربية والعربية وسند مرجعي داعم للمهتمين والباحثين في الحقل التراثي وفي مجال الفولكلور الشعبي على اختلاف صنوفه وتلاوينه..