محمد الصباري حافظ فريق الجمعية السلاوية على لقب بطولة سلا الدولية لكرة السلة في نسختها الثانية التي نظم فعالياتها خلال الفترة ما بين 17 و21 أبريل الجاري وذلك إثر تغلبه في المباراة النهائية على فريق جامعة العلوم التطبيقية من الأردن بحصة 79 نقطة مقابل 75 بعد أن انتهى الشوط الأول من المباراة لفائدة الفريق الأردني بنتيجة 38 نقطة مقابل 33. وقبل استعراض أهم مخلفات هذه المباراة النهائية المشوقة، لا بد من الإشارة إلى أن دور نصف النهاية كان قد عرف تغلب فريق جامعة العلوم التطبيقية الأردني على فريق المجمع النفطي الجزائري بحصة 93 نقطة مقابل 89، فيما تجاوز فريق الجمعية السلاوية فريق الأهلي الإماراتي بنتيجة 85 نقطة مقابل 61. أما خلال مباراة الترتيب فقد أحدث فريق الأهلي الإماراتي المفاجأة بتغلبه على المجمع النفطي الجزائري بحصة 78 نقطة مقابل 72. وبالعودة للمباراة النهائية بين الجمعية السلاوية وجامعة العلوم التطبيقية الأردني فقد كانت بحق مباراة في قمة التشويق وكان بطلها لاعبو ومدربا الفريقين الذين لم يتوانوا في تقديم فرجة سلوية راقية للجمهور الذي تابع المباراة من داخل القاعة والذي فاق 3000 متفرج فضلا عن متتبعي هذه المباراة عبر قناة الرياضية سواء على المستوى الوطني أو الدولي وخاصة من الأردن الشقيق بعد أن أكد لنا مسؤولو الفريق الأردني بأن جل المهتمين بكرة السلة الأردنية تابعوا عن كثب فعاليات هذه البطولة وخاصة مباراتها النهائية. فمن خلال الشوط الأول للمباراة ظهر نوع من الارتباك على أداء الفريق السلاوي بعد أن أخذ الأردنيون بقصب السبق في التسجيل خاصة بقيادة الثنائي نضال خليل وزيد أحمد عباس وكذا صانع الألعاب الأمريكي بيكيت تيم لينارد لينتهي الربع الأول بحصة 23 نقطة مقابل 15، وطهرت معه معالم صعوبة المباراة خاصة على مستوى الدفاع، مما فرض على المدرب السلاوي مصطفى شيبا ضرورة مراجعة أوراقه التقنية الدفاعية التي فطن لها بإخراج السنغالي باب ساو وإقحام الأمريكي عبيد بلال الذي شكل مع كل من رضا الغانمي والصربي دازيتش وزهير بورويس وزكرياء المصباحي الخماسي الذي أعطى التوازن المطلوب للفريق، خاصة بعد الرجوع لدفاع المنطقة المتقدم الذي أربك الأردنيين بعض الشيء، لينتهي الربع الثاني لفائدتهم لكن بفارق 5 نقاط فقط بحصة 38 مقابل 33، عوضا عن فارق 8 نقاط التي انتهى بها الربع الأول. أما خلال الشوط الثاني فقد لمسنا عن قرب مدى قوة الفر يق السلاوي الذي استطاع وتحت دعم حماس جمهوره، العودة في النتيجة وخاصة خلال الربع الثالث الذي فاز به بحصة 27 مقابل 17 ليقلب النتيجة لفائدته ويدخل الربع الأخير متقدما في التسجيل بنتيجة 60 نقطة مقابل 55، مستغلا بالأساس أسلوب لعبه السريع عن طريق مرتدات كل من دازيتش والمصباحي وكذا منارة دفاعه رضا الغانمي والأمريكي بلال، وكذا تسرع والأداء الفردي المتهور للاعب الأمريكي بيكيت تيم لينارد الذي بعد أن كان خلال الشوط الأول قائد جوقة لعب الأردنيين، تهور كثيرا في أدائه وأضاع ثلاث كرات كانت وبالا على فريقه. أما خلال الربع الرابع والأخير فقد ظل التشويق سيد الموقف وظل الفريق الأردني عنيدا في أدائه وصموده، لكن الفريق السلاوي عرف بخبرة لاعبيه كيف يسير بالمباراة إلى خط النهاية لينتصر في الأخير بحصة 79 مقابل 75، لكن بعد أن أضاع لاعبوه 7 رميات حرة متتالية في آخر المباراة كادت أن تعكس نتيجة المباراة لولا الفارق الذي كان محققا لتنتهي المباراة وسط فرحة سلاوية عارمة بالاحتفاظ باللقب وخاصة الانتصار على فريق يقام له ويقعد، أعطى المثال طوال الدوري في الانضباط في الأداء ولعب كرة سلة حديثة، كما أن الفريق السلاوي لأطهر من جانبه قناعات على أنه يبقى في الوقت الراهن الفريق النموذجي والأفضل على الساحة الوطنية. إجمالا فالنسخة الثانية لبطولة سلا الدولية عرفت النجاح الذي كان متوخى لها فنيا وجماهيريا وتنظيما مما يضع على كاهل المسؤولين السلاويين عبء الحفاظ على هذا التوهج التنظيمي لنشاط رياضي أصبح تقليدا سلاويا في انتظار أن تأخذ منه العبرة فرق أخرى لإعطاء الدعم اللازم للتطور المنشود لكرة السلة الوطنية من خلال احتكاكها بمدارس عربية وإفريقية في انتظار العالمية. التصريحات محمد فؤاد اعمار: رئيس الجمعية السلاوية نجاحنا في تنظيم الدورة الثانية لبطولة سلا الدولية أكد بأننا نحسن اختياراتنا وألقى على عاتقنا مسؤولية التفكير بالجدية المعهودة في كل مكونات فريقنا من أجل الدورة المقبلة، لأن هذا المولود بدأ يترعرع ويلزمه العناية الفائقة ليحافظ على نجاحه. من هذا المنبر أشكر كل من ساندنا ووضع ثقته فينا وأعتقد بأننا لم نخيب الظن وأننا نسير في الطريق الصحيح إداريا ورياضيا وهذا ليس بغريب على طموحات الشباب السلاوي. أحمد مصطفى نجيب: رئيس الوفد الأردني الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس وأشقاؤنا السلاويون لم يدخروا جهدا من أجل راحتنا طوال مدة إقامتنا بينهم. المباراة النهائية كانت بمثابة عرس رياضي أردني مغربي وسادتها الروح الرياضية العالية كما أن الدوري ككل كان بمثابة استعداد جدي لفريقنا قبل الدخول في منافسات البطولة العربية ببيروت. أشكر كل الإخوة السلاويين والمغاربة قاطبة على حفاوة الاستقبال والتنظيم الجيد وسنكون في الموعد في السنة المقبلة إذا ما سنحت الظروف بذلك للمشاركة في الدورة الثالثة. جان بول ريباطيط : مدرب سابق للمنتخب الوطني المباراة النهائية كانت مشوقة وسادتها حروب تكتيكية جيدة بين مدربي الفريقين، وأعتقد بأن اللياقة البدنية كان لها دور كبير في حسم النتيجة كما أن وجود لاعب من حجم رضا الغانمي وسط الدفاع السلاوي أعطى دعما كبيرا للفريق. إجمالا الدورة كانت ناجحة فنيا بكل المقاييس ودعمها أكثر الحضور الجماهيري الذي كان رائعا وجعلنا نعيش طوال 5 أيام على طقوس رياضية افتقدناها من قبل. مثل هذه الدوريات هي الكفيلة لتقدم كرة السلة المغربية وسيكون الوضع أفضل لو أن بعض الفرق حدت حدو الفريق السلاوي ونظمت بدورها دورات رياضية. زكرياء المصباحي :عميد الجمعية السلاوية بداية أشكر الجمهور السلاوي على مساندته ودعمه لنا طوال هذا الدوري وقد كان بحق سندا ومساهما في تحقيق هذه النتيجة ونجاح هذه الدورة. مباراة النهاية لم تكن سهلة لأن كل فريق تعرف خلال المباريات السابقة على نقط قوة وضعف منافسه والتفوق كان في الأخير للطرف الذي عرف كيف يدبر الوقت الأخير والحاسم من المباراة. هذا الفوز سيرفع من معنوياتنا لكسب التحدي المقبل وهو لقب البطولة الوطنية التي يشتاق لها كل أنصارنا وأتمنى ألا نخيب آمالهم.