في تاريخ رابع وعشرين أبريل 1959 توجه مفتش حزب الاستقلال بمراكش السيد عبد العزيز بن ادريس إلى قرية تحناوت لإلقاء محاضرة وعند وصوله إلى القرية المذكورة وجد جماعة من الأفراد مترقبين مجيئه. وبينما هو سائر في طريقه إلى مكان الحفل هجموا عليه وأصيب بضربة بعصا على أذنه وأخرى بسكين في عنقه أودت بحياته. وقد ألقي القبض على ما ينيف من العشرين شخصا منهم المتهمان الرئيسيان وهما: 1) لحسن بن لحسن القهواجي 2) ومحمد بن الحسين بن احمد المدعو الأعور أما المتهم الرئيسي الثالث وهو لحسن بن محمد بن الحسين باشوش المدعو السيكليست فقد لاذ بالفرار اذ ذاك ولم يلق القبض عليه إلا بعد اغتيال القبطان الغول بمراكش. وقد تبين مما كان صرح به لحسن بن لحسن القهواجي المذكور قبل وفاته بمركز الشرطة إثر نوبة قلبية ومن البحث الذي أجري لدى الشرطة ولدى قاضي التحقيق. 1) ان لحسن بن لحسن القهواجي المتوفى هو صاحب الطعنة بالسكين التي قضت على حياة السيد عبد العزيز بن ادريس. 2) وان محمد بن الحسين بن احمد المدعو الأعور هو البادئ بالضرب حيث كان هو الذي أنزل بضربة بعصاه على أذنه. 3) وان لحسن بن محمد بن الحسين باشوش المدعو السيكليست هو مدبر المؤامرة وهو الذي دعا إلى معارضة المفتش المذكور وحمل لحسن بن لحسن القهواجي صاحب الطعنة بالسكين من مراكش إلى تحناوت على متن دراجته النارية وأمر باستعمال العنف لعرقلة الحفل والحيلولة دون إلقاء المحاضرة دالا على شخص المفتش ساعة الهجوم ومشيرا إليه بأنه صاحب العمامة والنظارتين. وكان لحسن بن محمد بن الحسين باشوش المدعو السيكليست قد تمكن اذ ذاك من الفرار ولم يلق القبض عليه إلا بعد اغتيال القبطان الغول كما ذكر. وبعد التحقيق الذي بدأ في خامس وعشرين ابريل 1959 ولم ينته إلا في ثاني وعشرين يونيه 1961 أحيل المتهمون على محكمة العدل يوم الثلاثاء 11 يوليوز 1961 واستمرت الجلسة إلى غاية رابع عشر منه تناول الدفاع أثناءها عن المتهمين ثمانية محامين. فأصدرت محكمة العدل حكمها بالإعدام على لحسن بن محمد بن الحسين باشوش المدعو السيكليست وعلى محمد بن الحسين بن أحمد المدعو الأعور. وبعد طلب النقض والإبرام قضى المجلس الأعلى بحكمه الصادر بتاريخ 24 يوليوز 1961 برفض هذا الطلب. وكان عدد المتهمين في هذه القضية أحد وعشرين، حكم: على اثنين منهم بالإعدام وهما لحسن بن محمد بن الحسين باشوش المدعو السيكليست ومحمد بن الحسين بن أحمد المدعو الأعور المذكورين. وعلى اثنين بالسجن المؤبد.