* العلم: رشيد زمهوط على بعد أسابيع قليلة من التئام مجلس الأمن الدولي للاستماع لأول مرة للتقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس حول الصحراء وإصدار قرار يبت في مسألة تجديد ولاية بعثة المينورسو لسنة إضافية جديدة, تأججت مواقع المواجهة الدبلوماسية الشرسة بين المملكة واللوبي الانفصالي. ففي أقل من أسبوع وجدت الدبلوماسية المغربية نفسها مضطرة الى التصدي بقوة لمناورات ومؤامرات الجزائر في أكثر من جبهة دولية حساسة. مع بداية الاسبوع الفارط فضلت المملكة التغيب الارادي عن اجتماع مخدوم لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي الذي يرأسه الجزائري اسماعيل شرقي بعد أن تيقنت الرباط أن دبلوماسي الجارة الشرقية قد حضر بمعية جنوب افريقيا صك إتهام جاهز قصد توريط المغرب في جملة التزامات وألغام أخفها ضررا فتح تمثيلية للمجلس القاري بعاصمة الاقاليم الجنوبية للمملكة العيون وهذا ما يعني ضمنيا اقرار الرباط بالدور الافريقي المشبوه لإيجاد حل للنزاع المفتعل وتوريط الخليفة المرتقب لغير المأسوف على رحيله كريستوفر روس في جملة قيود سياسية ومسطرية مكلفة للحق التاريخي المغربي. يوما بعد ذلك سيجد ممثل المملكة بمكتب الأممالمتحدة بجنيف نفسه في مواجهة الأراجيف والمزاعم الكاذبة للجزائر المتكررة كل سنة بمناسبة انعقاد الدورة السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومناورات الجزائر رغم سجلها الحقوقي الأسود لتسييس ملف النزاع المفتعل باختلاق اكاذيب انتقاما من فشلها قبل سنة على تبديد حظوظ المملكة في الحصول على مقعد بالمجلس الحقوقي الأممي. أول أمس السبت بدكار أجهض الوفد المغربي المشارك في اجتماع سنوي للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للامم المتحدة احتضنته العاصمة السينغالية مناورة جزائرية / جنوب افريقية لضمان مشاركة ممثل للجبهة الانفصالية في أشغال اللقاء و ضغط الوفد المغربي بحماسة حتى تم تأجيل اللقاء الموضوعاتي الى أجل غير مسمى، منبها الى أن محاولة اقحام عنصر طفيلي للقاء المجرى تحت رعاية مؤسسة أممية يعتبر بمثابة تجني صريح على مقتضيات القوانين المنظمة للهيئة المشرفة على اللقاء و التي تخضع لسلطة الأممالمتحدة التي لا تعترف نهائيا بالكيان الوهمي الذي لا يعد أيضا عضوا باللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة بإفريقيا المشرفة على ملتقى دكار والتي يوجد مكتبها الجهوي بالرباط ولا يتوفر الانفصاليون على أي اعتماد لديه. توالي وتقارب المناورات الجزائرية على وجه الخصوص منذ فشل زيارة زعيم الانفصاليين للأمم المتحدة واستقالة المبعوث روس وحديث عن انحصار موضوع خلافته ما بين وزير الخارجية الاسباني الاسبق موراتينوس والدبلوماسي الامريكي جون بولتون يكشف محاولة ضغط اللوبي الانفصالي على الأمين العام البرتغالي غوتيريس للعزوف عن مرشحه المفضل الاسباني موراتينوس لقربه من المملكة وترجيح كفة الامريكي بولطون لضمان حد أدنى من مستويات التعاون والتواطىء التي وفرها كريستوفر روس طيلة ثمان سنوات للطرح الانفصالي. كل هذه المؤشرات والقرائن تؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكون حافلة بالتحديات المتوالية للملف الوحدوي، والتي لا تقبل أي تراخي لمنظومتنا الدبلوماسية بدءا من موضوع خليفة روس وانتهاء بمضمون تقرير غوتيريس الذي سيكون حاسما في بلورة موقف وقرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء نهاية شهر أبريل ومن الصدف غير السارة أن امريكا هي التي ستترأس اجتماع مجلس الامن مما يعني أن مزاج ادارة البيت الأبيض من المغرب سيكون مؤثرا في القرار الذي ستسفر عنه المداولات المغلقة لأعضاء مجلس الأمن الذين باستثناء فرنسا والسينغال لا تتوفر الرباط على سند وازن داخله. التراخي غير مقبول في ملف وحدتنا الترابية: اللوبي الانفصالي في مهام انتحارية لفرض نسخة معدلة لروس واستدراج غوتيريس