عشية تخليد الشعب المغربي للذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء جددت الحكومة الليبية المؤقتة التأكيد على موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ، واضعة جبهة الانفصاليين في وضع عزلة متفاقم ، خاصة و أن قيادة الرابوني ظلت تراهن على الجهود و المناورات التي تبذلها الدبلوماسية الجزائرية للتدخل في الشأن الليبي تحت غطاء المساعي الأممية لإحلال السلام بليبيا ، بعد أن تفطن حكام طرابلس و خاصة العسكريون منهم أن تدخل النظام الجزائري في أوضاع بلادهم تمليه دوافع مصلحية تفضح حرص جارتهم الغربية على تأمين حدودها ضد التغلغل الإرهابي عبر الشريط الصحراوي المشترك، ولا تؤطرها إطلاقا الشعارات المزيفة حول وحدة و استقرار التراب الليبي التي يتشدق بها نظام المرادية . وفي غضون هذا الوضع المريح و المحفز للرباط ، تدخل أول أمس الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة علنا في موضوع الصراع المفتعل بالصحراء و تأسف في بيان له على أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 كأرضية للحل السياسي للنزاع لم يفتح الطريق أمام المفاوضات الحقيقية التي دعا إليها مرارا مع مجلس الأمن و هو بذلك يؤكد ضمنيا على مسؤولية الطرف الثاني البوليساريو عن عدم تقدم مسار التسوية الأممية وتعنت الجزائر في الدفع بالمفاوضات . بان كي مون حث أطراف النزاع الى استئناف المحادثات مزكيا ضمنيا مبعوثه الخاص كريستوفر الى تكثيف جهوده في ذا الاتجاه واصفا الوضع في شمال غرب أفريقيا بالمثير إلى القلق بشكل متزايد، فيما يقترب الصراع المفتعل والمعاناة البشرية الناجمة عنه من عامهما الأربعين. بان الذي يرتقب أن يزور المنطقة قبل نهاية السنة وجه رسالة مشفرة الى الجزائر حين دعا جميع الأطراف المعنية في المنطقة والمجتمع الدولي الى الاستفادة من الجهود المكثفة للسيد روس لتيسير إجراء مفاوضات حقيقة خلال الأشهر المقبلة و هو ما يعني دورا و مسؤولية ضمنية للجزائر كطرف مباشر عن أصل النزاع المفتعل على الرغم من مزاعم الحياد التي توظفها كذريعة للتهرب من مسؤولياتها الحقوقية و السياسية عن صيرورة الملف . في غضون ذلك عمد النظام الجزائري في الأيام الأخيرة الى تصعيد لهجة عدائه تجاه المملكة حيث أقدم ممثلها على معاودة مهاجمة المغرب،من خلال التدخل في جميع نقاط جدول أعمال اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، لاتهام المغرب بانتهاك حقوق الإنسان، والتشكيك في مغربية الصحراء. رد الرباط سار على منوال النسق الهجومي المباشر الذي تبنته الدبلوماسية المغربية منذ أسبوعين في التصدي لمسلسل الأباطيل التي تروجها الجارة الشرقية منذ سنوات، دون تحفظ حيث شدد عضو البعثة المغربية بنيويورك عمر ربيع أن الجزائر تمثل نموذجا بئيسا لانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وهذا الوضع لا يسمح لها بتاتا بأن تترافع لانتقاد حقوق الإنسان في البلدان المجاورة. الدبلوماسي المغربي أوضح أن الجزائر أخطأت عندما أرادت أن تقارن نفسها بالمغرب . وأكد في هذا الصدد أن الجزائر أصبحت بطلة في اضطهاد الشعوب التي تطالب بحقها في تقرير مصيرها وبالحصول على حكم ذاتي مستحضرا في هذا السياق وضع شعب القبايل، و السكان المزابيين بمنطقة غرداية الذين يتعرضون للاضطهاد والقمع بشكل منهجي. بشهادة المنظمات والهيئات الأممية و تقارير المنظمات الحقوقية المختصة .