سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب يصنع الحدث القاري بامتياز.. ردود الفعل الدولية والإقليمية تتواتر مرحبة بعودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي المغرب يصنع الحدث القاري بامتياز.. ردود الفعل الدولية والإقليمية تتواتر مرحبة بعودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي
المغرب يصنع الحدث القاري بامتياز.. ردود الفعل الدولية والإقليمية تتواتر مرحبة بعودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي الرباط: ع. الناصر الكواي/ ح. مدغري علوي لازالت ردود الفعل الدولية والإقليمية تتواتر مرحبة بعودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي، التي يقرأ فيها محللون ومراقبون وطنيون ودوليون حدثا قاريا صنع من خلاله المغرب نصرا حقيقيا من خلال مجهودات دبلوماسية مكثفة قادها الملك محمد السادس على مدى السنوات الأخيرة، توجت باستعادة المغرب لمقعده في الحظيرة الإفريقية بعد ثلاث وثلاثين سنة من الغياب، وخطاب جلالة الملك التاريخي أمام القادة الأفارقة. في هذا السياق، رحبت فرنسا بالعودة التاريخية للمملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي "حيث مكانه"، وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في تصريح للناطق باسمها رومان نادال أن الأمر يتعلق بمرحلة هامة على طريق وحدة، واستقرار وتنمية القارة الأفريقية. وقال المصدر نفسه إن "فرنسا رهن إشارة كافة البلدان الافريقية من أجل العمل سويا على تحقيق هذه الاهداف". وأضافت الخارجية الفرنسية "نتطلع لمواصلة تعاوننا الوثيق مع الاتحاد الافريقي من اجل تحقيق الاستقرار والسلام بالقارة الافريقية برمتها، ومن اجل تنميتها المستدامة". وقال رئيس الغابون عمر بونغو في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه سعيد بمشاهدة المغرب يسترجع مكانته داخل العائلة الأفريقية الكبيرة، مشيرا إلى أن "المغرب له دور رئيسي في بناء أفريقيا قوية ودينامية بهدف إدماج القارة وتحقيق سعادة شعوبها". بدوره قال رئيس جمهورية الرأس الأخضر، خورجي كارلوس فونسيكا، إن "المغرب مؤهل للاضطلاع بدور كبير ومحوري داخل الاتحاد الأفريقي"، مردفا أن "عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي ستحمل إضافة هامة إلى هذه المنظمة القارية". ومن جانبه رحب الرئيس التشادي، إدريس دبي، رئيس الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته، الثلاثاء، بعودة المغرب إلى الاتحاد بعد الانسحاب منه قبل نحو 33 عاما. وجاء ذلك على هامش القمة الأفريقية التي انعقدت يومي الاثنين والثلاثاء بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقال دبي إن "عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي ستكون إضافة حقيقية للاتحاد"، مشيرا إلى أن "المغرب بلد أفريقي كبير". مضيفا أن "عودة المغرب وجدت كل الترحيب من جميع الدول الأفريقية". وذكر أن عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الأفريقي "كانت بالأغلبية الساحقة". وأثنى الرئيس السنغالي، ماكي سال، على عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، معتبرا أن المملكة "في مكانها الطبيعي داخل أفريقيا"، وأضاف في تصريح صحافي على هامش القمة الأفريقية "إننا سعداء للغاية باستقبال المغرب داخل الاتحاد الأفريقي"، مضيفا القول إن المغرب "بلد أفريقي رائد تمكن من تطوير علاقات الثقة مع أغلب البلدان". وفي هذا الصدد، أكد رئيس مدغشقر، هيري راجاوناريمامبيانينا، على أهمية عودة المغرب لأحضان الاتحاد الإفريقي، بالنظر للاستثمارات الاقتصادية التي قامت بها بلادنا في العقود الأخيرة. بدورها عبرت مصر عن ترحابها بهذا الحدث، حيث أكد سفيرها لدى المغرب إيهاب جمال الدين، ترحيب بلاده وتأييدها الكامل لرغبة المغرب في العودة للاتحاد الإفريقي. مشددا على "ترحيب مصر الكامل وتأييدها لرغبة المملكة المغربية الشقيقة الحصول على عضوية الاتحاد الإفريقي واستئناف دورها في المنظمات الإفريقية". كما أعرب الدبلوماسي المصري، عن أمل بلاده في رؤية "المغرب مستعيدا دوره في الأسرة الإفريقية في أقرب الآجال"، مبرزا وجود تنسيق دائم بين وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري ونظيره المغربي السيد صلاح الدين مزوار حول هذا الموضوع وغيره من الأمور التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين. وعلى صعيد متصل، اعتبر عبد القادر مساهل، الوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، أن المغرب وجبهة البوليساريو يمتلكان العضوية داخل الاتحاد، مؤكدا على أهمية هذه الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى فض هذا الخلاف، بمساعدة الاتحاد الإفريقي الذي سيعمل كمجلس الأممالمتحدة، من أجل تقريب وجهات النظر بين العضوين، كما أشار إلى الدور الفعال الذي يمكن أن يقوم به المغرب في سبيل التطور الاقتصادي للقارة السمراء. كما أكد وزير الشؤون الخارجية الإيفواري، عبد الله ألبير تواكوس مابري، أن مبادرة المغرب، الذي أعلن عن عودته إلى الاتحاد الافريقي، تحظى باهتمام كبير لدى هذه المنظمة الافريقية، مؤكدا في حديث نشر بمجلة "تشالانج" يوم السبت، أن هذه المبادرة تثبت أنه ما وراء أحداث التاريخ الأليمة، تفرض القضايا الراهنة على إفريقيا تعزيز وحدتها من أجل مواجهة التحديات الكبرى لعالم اليوم. وذكرت وكالة نوفا الإيطالية، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي ستعود بالفضل الكبير على وحدة واقتصاد إفريقيا، بالنظر إلى الدينامية والمصداقية التي تتمتع بها المملكة على المستوى الدولي، موضحة أن العودة المعلنة للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي جاءت كتتويج لدبلوماسية نشيطة يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي سياسة تجد مكانا لها اليوم، فضلا عن وجود إمكانيات لمواجهة، من داخل الاتحاد، للمواقف المعادية للوحدة الترابية للمغرب. وأضافت أن المغرب، أحد أهم الدول المنخرطة في عمليات حفظ السلام في إفريقيا، ما فتئ يكرس منطقا لتعاون مكثف مع عدد من البلدان الإفريقية، مشيرة إلى أن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي " لا يعني في أي حال من الأحوال اعترافا ب(الجمهورية الصحراوية) المزعومة". من جهته، أبرز راديو الفاتكان أن القرار الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعودة من جديد إلى الأسرة المؤسسية للاتحاد الإفريقي يشكل" خبرا سارا بالنسبة لإفريقيا". ففي حوار مع هذه الإذاعة، أكد الخبير في القضايا المغاربية فابريسيو دي لونغيس أن هذه المبادرة تندرج في إطار جهود المملكة الهادفة إلى " تشجيع الاستقرار في المنطقة حيث يتجه البوليساريو، الذي تحتضنه الجزائر، نحو التطرف والتقرب من المجموعات المتطرفة". وفي رأي هذا الصحفي الإيطالي، وبالنظر للوضع في شمال إفريقيا، فإن المغرب في موقع جيد حتى يصبح فاعلا يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي. وخلص إلى أن عددا من العوامل تسير في اتجاه اضطلاع المغرب بدور رائد على المستوى الإقليمي والقاري وخاصة عبر الحوار على مختلف المستويات. وكتبت صحيفة، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعد مظهرا للدبلوماسية المتحفزة التي ينتهجها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ونقلت الصحيفة، في عددها ليوم الخميس، عن مصدر دبلوماسي مغربي قوله إن الاتحاد الإفريقي "أصبح رأس الحربة لاستراتيجية أعداء وحدة تراب المغرب"، مبرزا أن "ترك الميدان شاغرا لصالح الخصوم، يعد تشجيعا لهم في عملهم المتواصل من أجل استغلال أدوات وآليات الاتحاد الإفريقي لصالح أجنداتهم الخاصة". واعتبر المصدر ذاته أن سياسة المقعد الشاغر، التي أظهر من خلالها المغرب في ذلك الوقت رفضه وامتعاضه من خرق منظمة الوحدة الإفريقية لقواعدها الخاصة، عندما اعترفت بكيان وهمي، "لم تعد مبررة اليوم". فالمغرب كسب صراعا دبلوماسيا اندلع منذ أن منحت العضوية لجمهورية الوهم داخل الاتحاد الإفريقي، وجاء هذا النصر تتويجا للمجهودات المبذولة من قبل جلالة الملك محمد السادس، وفق مجلة ««Géoplis الفرنسية، التي أوضحت أن الزيارات العديدة لمجموعة من الدول الإفريقية، على غرار تنزانيا ورواندا وإثيوبيا والغابون والسنغال ونيجيريا، مما جعله بلادنا تصبح اليوم ثاني أكبر مستثمر في القارة، بعد جنوب إفريقيا. قراءات وإضاءات.. وقال رئيس مركز الدراسات والبحوث الاجتماعية بوجدة، سمير بودينار، إن الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى القمة ال27 للاتحاد الإفريقي، ترتكز على الشرعية التاريخية للمغرب باعتباره أحد البلدان المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية، وعلى موقعه ودوره الإفريقي الرائد منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس إلى جانب الزعامات الإفريقية الكبرى. وأشار بودينار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن حضور المغرب القوي في القارة الإفريقية وعلاقاته وإمكاناته، تشكل منطلقات أساسية لعودة المغرب إلى بيته الإفريقي الكبير، ولتوجيه رسائل إلى مختلف الأطراف داخل إفريقيا. مضيفا أن الرسالة الملكية حملت مضمونين أساسيين يتعلقان برؤية المغرب للعمل الإفريقي المشترك في المرحلة القادمة، وبإمكاناته للمساهمة في هذا العمل من خلال الأدوار التي يمكنه القيام بها في دعم مستقبل أفضل للقارة. ونوهت جولي روفوندرياكا، محللة سياسية من لوكسمبروغ، متخصصة في الشؤون الإفريقية، بقرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وطلب تعليق عضوية " الجمهورية الصحراوية " الوهمية من قبل 28 بلدا عضوا في الاتحاد بعثرا أوراق انفصاليي البوليساريو وداعميهم. وأكدت روفوندرياكا في مقال نشر على موقع " رسائل من المتوسط " على أهمية الخطوات التي قامت بها عشرات الدول الإفريقية لدى رئاسة الاتحاد الإفريقي ضد الجمهورية الوهمية. وسجلت أن " جزءا كبيرا من بلدان الاتحاد الإفريقي يطالب بتعليق (الجمهورية) التي أعلنت عنها البوليساريو والتي لا تعترف بها لحد الآن أي منظمة دولية، قارية أو إقليمية ". وأضافت أن هذا الملتمس تم تقديمه أول أمس الإثنين إلى رئاسة المنظمة الإفريقية من قبل الرئيس الغابوني علي بانغو أونديمبا، باسم 28 بلدا من المنتظر أن ينضاف إليهم مستقبلا عشر دول إفريقية من بين 54 عضوا في الاتحاد. وذكرت المحللة أنه عشية تقديم هذا الملتمس، وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسالة إلى الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس دولة التشاد ادريس ديبي، أعرب فيها عن إرادة المغرب العودة للاتحاد الإفريقي. وأكد جلال بنسعيد، رئيس جمعية أصدقاء المملكة المغربية ببولونيا، أن قرار المغرب العودة للاتحاد الافريقي "تاريخي" و"شجاع"، ويعزز دور المملكة كمستثمر كبير في القارة، يضمن تنمية اقتصادية منسجمة لفائدة الدول الافريقية. مضيفا أن المغرب، بقراره استرجاع مكانه داخل الاتحاد الافريقي، يؤكد التزامه بتفعيل تجربته في مجال مكافحة الارهاب بافريقيا والمنطقة المتوسطية، وكذا على المستوى الدولي. وأوضح الفاعل الجمعوي أن قرار المغرب يأتي في ظرفية تتميز بدعم أغلبية الدول الإفريقية والعديد من الدول المؤثرة لمقترح المغرب القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي يقدم حلا سياسيا للنزاع المفتعل حول هذه القضية في إطار السيادة المغربية. أكد معهد أمادوس، على أن عودة المملكة للاتحاد الإفريقي ستمكنه من محاربة جهة البوليساريو من الداخل. كما أوضحت خديجة محسن فينان، أن هذا الاتحاد القاري سيحاول تذويب جليد الخلاف بين الجزائروالرباط، رغم استحالة ذلك.