الحديث عن الأمن والآمان بعيد المنال عند العديد من المواطنين الذين كانوا بالأمس القريب يحسبون على المدار القروي،أو بعبارة أصح المناطق الضاحوية للدار البيضاء،حيث لازال رجال الدرك الملكي هو المسؤول الأول عن الشأن الأمني بها. لكن مع توالي الأيام وأصبحت عدة مناطق تدخل في خريطة مدينة الدارالبيضاء،وأخرى تعرف توسعا عمرانيا ملحوظا ونموا مضطردا للساكنة هناك،بفعل توفد المواطنين إما بسبب ترحيلهم من دور الصفيح أو الاستثمار في البقع الأرضية،ومع هذا الاختلاط ولد احتقانا اجتماعيا وفوارق طبقية خطيرة جدا،كان من بين نتائجها انتشار اللصوصية والاعتداءات المتكررة على المواطنين الأبرياء. فمنطقة الهراويين من جانبيها سواء التابع لعمالة مولاي رشيد سيدي عثمان،أو لعمالة مديونة،حيث ازدهرت أنشطة قطاع الطرق واللصوصية خاصة في الفترات الصباحية،حيث الاعتداءات المتكررة على النساء أو الفتيات المتوجهات إلى عملهن وعلى الرغم من الشكايات التي توجهها الساكنة،إلا أن فاقد الشئ لايعطيه، كذلك الشأن بالنسبة لتراب العمالة ككل،فحي مولاي رشيد وحده يعاني أزمات أمنية خطيرة تتطلب من الجهات المسؤولة وضع الرجل المناسب في هذه المنطقة الأمنية، أما الجهة التابعة ترابيا للدرك الملكي فحدث ولاحرج. منطقة بوسكورة التابعة ترابيا لعمالة النواصر،والتي توسعت بشكل كبير جدا إن على مستوى البناء أو استيعاب عدد كبير من المواطنين الذين أرادوا الاستقرار بهذه المنطقة هروبا من ضجيج وسط الدارالبيضاء،لكنهم اصطدموا بواقع مرير جدا مع انعدام الأمن وتعرض ممتلكاتهم للسرقة وتعرض حياتهم للخطر،وأن سرية الدرك الملكي بالمنطقة لايتجاوز عدد أفرادها الإثنى عشر في أحسن الأحوال يقومون بجميع الأعمال الإدارية منها وإنجاز الوثائق والقيام بحملات في تراب المنطقة،وهو الأمر الذي يستعصي عليهم في غياب موارد بشرية كثيرة من شأنها تقديم خدمات أمنية لفائدة المواطنين؟ منطقة دار بوعزة التي تستقطب عددا هائلا من المواطنين الذين يتوافدون عليها في الفصول الأربعة،وتعرف نشاطا وحركية كثيرة،لكن ذلك لايواكبه على المستوى الأمني. هروب المواطنين من الدارالبيضاء وضجيجها إلى السكن بالمنطقة،تعرضهم إلى الاعتداءات من طرف بعض المنحرفين،في غياب أي تحرك للدرك الملكي لانعدام العدد الكافي من العناصر التي يمكنها أن تقوم بتغطية أمنية شاملة للمنطقة. حد السوالم الذي أصبح مدينة صغيرة في حاجة إلى منطقة أمنية بسبب تزايد النمو الديمغرافي وارتفاع نسبة البطالة التي تؤدي إلى انتشار الانحراف،هذه المدينة تعاني ضعفا أمنيا بشكل ملحوظ. أما مدينة الرحمة فالمنحرفون يلعبون لعبة القط والفأر مع الدرك الملكي والأمن،قد يرتكبون جريمة التابعة ترابيا للدرك ويهربون إلى المناطق التابعة للأمن،حيث يستغلون تداخل الاختصاصات لتنفيذ عملياتهم الإجرامية،مما يتطلب منطقة أمنية بهذه المنطقة التي أصبحت تحمل اسم مدينة الرحمة. الأمر أصبح يستدعي تدخل وزارة الداخلية وإعطاء الصلاحية للمديرية العامة للأمن الوطني من أجل إنشاء مناطق إقليمية أمنية بهذه المناطق،لاستثباب الأمن والطمأنينة وسط المواطنين. أحد المواطنين يقطن بحي السلامة بعمالة مولاي رشيد صرح لنا بأن الساكنة التي ينتمي إليها تطالب من المدير العام للأمن الوطني القيام بتغييرات جذرية للمنطقة الأمنية مولاي رشيد سيدي عثمان وضخ دماء جديدة بهذه المنطقة حتى تسترجع سكينتها،فيما سكان عمالة النواصر يطالبون كلهم بمنطقة أمنية تخفف العبء عن المواطنين من جهة،وعن الدرك الملكي من جهة ثانية حيث لايستطيع مواكبة هذا التكدس السكاني. بالنسبة لمنطقة حد السوالم أي المدينةالجديدة والتي عرفت استثمارا مهما في قطاع البناء،وهجرة المواطنين إليها تتطلب من المديرية العامة للأمن الوطني فتح منطقة إقليمية حفاظا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وأرواحهم.