أصبحت مدينة الرحمة التي أنشأت بضاحية الدارالبيضاء، وبالضبط قرب المقبرة، تعرف امتدادا كبيرا في ترابها، خاصة بعض إنشاء مجمعات سكنية تدخل في إطار السكن الاجتماعي، حيث تزداد الكثافة السكانية بصفة مهولة بعدما فضل العديد، مجبرين، اقتناء سكن هناك والاستقرار بصفة رسمية.. إضافة إلى كون النسيج السكاني المكون للمدينة يختلف لكونه يضم تقريبا عقليات عديدة، الشيء الذي خلق بعض الظواهر التي لا يحبذها الكثيرون، وظنوا أنهم هربوا منها.. وعلى سبيل المثال احتلال الملك العمومي الذي يستفحل بهذه المدينة خاصة من طرف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية وبالتحديد الورشات الميكانيكية والطولوريات.. وما تحدثه هذه الورشات من إزعاج مسترسل للسكان مع عدم احترامها لأوقات العمل والاحتياطات الوقائية، الشيء الذي يخلق مشاذاة من حين لآخر مع السكان كما أكد لنا أحد السكان يقطن منذ أربع سنوات بالأحياء المقابلة لمقبرة الرحمة. ظاهرة أخرى تعاني منها مدينة الرحمة وسكانها هو انعدام الأمن الذي يجعل بعض الجانحين يستغلون ذلك في أعمال إجرامية وعربدات يومية خاصة بالليل، يؤكد لنا أحد السكان الذي يقطن غير بعيد عن مركز الدرك الملكي الذي لا يتجاوز عدد أفراده الثلاثين.. مما يجعل مسألة ضبط الأمن بالمدينة شيئا صعبا للغاية مع ازدياد عدد السكان. ومن تم ينادي العديد من سكان المدينة بدخول الشرطة، مع العلم أن الأشغال بمقر هذه الأخيرة انتهت منذ سنتين تقريبا. وكما جاء على لسان ولاة الأمن في كلمتهم بمناسبة عيد الأمن الوطني للسنتين الأخيرتين، وحسب مصادر عليمة بولاية أمن البيضاء، فإن الإدارة حددت العناصر التي ستلتحق بمنطقة الأمن المحدثة بالمدينة والتي يقدر عددها ب160 عنصرا يكونون جميع المصالح، وينتظر الضوء الأخضر للتدشين. ويعتبر دخول الأمن للمدينة ضرورة ملحة لإعادة الأمن الكامل لهذه المنطقة الشاسعة. وبالنسبة للمجمعات السكنية المنجزة في إطار السكن الاقتصادي والمتوسط، فإنها تفتقد لكل الوسائل الضرورية خاصة النقل.. إذ تبقى هذه الأحياء معزولة بصفة كاملة عن وسط المدينة، ناهيك عن كونها تعرف ظلاما دامسا بعد غروب الشمس، مما يجعل الظروف ملائمة للمجرمين قصد تنفيذ اعتداءاتهم، إضافة إلى ذلك تعاني هذه المجمعات السكنية من ظاهرة الكلاب الضالة التي تطارد كل ساكن غامر بالرجوع إلى منزله متأخرا بالليل، حيث لا يسلم حتى أصحاب الدراجات النارية والسيارات من هجوم هذه الكلاب التي تحتل هذه المنطقة بأعداد كبيرة. وتزيد معاناة السكان، بالإضافة إلى هذه الظواهر، مع الأزبال التي احتلت كل الجنبات، بعد تخلف الشركة الموكلة لها هذه المهمة عن جمع الأزبال منذ مدة، وما ينتج عن ذلك من روائح كريهة تتضاعف حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة، الشيء الذي ينتج عنه تكاثر الحشرات والذباب وما ينقله ذلك من جراثيم وأمراض. ويبدو جليا أن مواكبة إنشاء مدينة الرحمة لم يكن ناجعا من طرف الجهات المسؤولة وكل المتدخلين، مما يستوجب أخذ الأمور بجدية لتوفير مقومات المدينة الحضرية في مدينة الرحمة التابعة ترابيا لعمالة النواصر.