حموشي يبحث مع نظيرته البلجيكية سبل الارتقاء بالشراكة الأمنية بين البلدين    ملتقى النقل السياحي بمراكش نحو رؤية جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار    استيراد ‬اللحوم ‬المجمدة ‬والطازجة ‬يدخل ‬مرحلة ‬التنفيذ..    انتخاب المغرب رئيسا للمؤتمر السادس المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية    ترقب لقرار إسرائيلي حول وقف إطلاق النار مع حزب الله ووزير الأمن القومي يعتبره "خطأ كبيرا"    اندلاع حريق ضخم في موقع تجارب إطلاق صواريخ فضائية باليابان    بمناسبة الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد النساء.. ائتلاف يدعو إلى المنع التام لتزويج الطفلات    أمن مراكش يوقف مواطنا فرنسيا من أصول جزائرية..    تطوان: اعتداء غادر بالسلاح الأبيض على مدير مستشفى سانية الرمل    تحقيقات هولندية تكشف تورط مغربي في اغتيالات وتهريب الكوكايين    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    وزير الأوقاف: أكدت لوزير الداخلية الفرنسي أن المغاربة علمانيون فصدم    المحامي والمحلل السياسي الجزائري سعد جبار: الصحراء الشرقية تاريخياً مغربية والنظام الجزائري لم يشرح هوسه بالمغرب    صقر الصحراء.. طائرة مغربية بدون طيار تعيد رسم ملامح الصناعة الدفاعية الوطنية    لا شراكات على حساب الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة المغربية        الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    تحرير محيط مدرسة للا سلمى من الاستغلال العشوائي بحي المطار    حقوقيون مغاربيون يحملون الجزائر مسؤولية الانتهاكات في مخيمات تندوف    الجزائر و"الريف المغربي" .. عمل استفزازي إضافي أم تكتيك دفاعي؟        الاتحاد الأوروبي يمنح المغرب 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز    في سابقة له.. طواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية يعبر صحراء الربع الخالي    السكوري يلتقي الفرق البرلمانية بخصوص تعديلات مشروع قانون الإضراب    الوالي التازي يترأس لجنة تتبع إنجاز مشروع مدينة محمد السادس "طنجة تيك"    الرجاء والجيش يلتقيان تحت الضغط    الإنترنت.. معدل انتشار قياسي بلغ 112,7 في المائة عند متم شتنبر    ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بميناء الحسيمة    لاعبتان من الجيش في تشكيل العصبة    تكريم منظمة مغربية في مؤتمر دولي    المغرب يفقد 12 مركزاً في مؤشر السياحة.. هل يحتاج إلى خارطة طريق جديدة؟    ليبيا: مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يجدد التأكيد على أهمية مسلسلي الصخيرات وبوزنيقة    "البيجيدي": الشرعي تجاوز الخطوط الحمراء بمقاله المتماهي مع الصهاينة وينبغي متابعته قانونيا    ريال مدريد يعلن غياب فينسيوس بسبب الإصابة    «الأيام الرمادية» يفوز بالجائزة الكبرى للمسابقة الوطنية بالدورة 13 لمهرجان طنجة للفيلم    في لقاء عرف تفاعلا كبيرا .. «المجتمع» محور لقاء استضافت خلاله ثانوية بدر التأهيلية بأكادير الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي    تكريم الكاتب والاعلامي عبد الرحيم عاشر بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بطنجة    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    بورصة البيضاء تفتتح تداولات بالأخضر    صنصال يمثل أمام النيابة العامة بالجزائر    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    "الكاف" يقرر معاقبة مولودية الجزائر باللعب بدون جمهور لأربع مباريات على خلفية أحداث مباراتها ضد الاتحاد المنستيري التونسي        مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    مدرب مانشيستر يونايتد يشيد بأداء نصير مزراوي بعد التعادل أمام إيبسويتش تاون    أونسا يوضح إجراءات استيراد الأبقار والأغنام    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أُحدثت منذ ما يقارب 20 سنة .. الغزوة أو «الصويرة الجديدة» .. مدينة بدون بنيات تحتية ولا مرافق ضرورية!
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 02 - 12 - 2014

أصبحت المدن الجديدة المحدثة بضواحي الحواضر الكبرى، سياسة تعتمدها الدولة للتخفيف من الكثافة السكانية داخل بعض هذه المدن ، وتجهيزها بكل المرافق العمومية الضرورية التي تسهل الحياة داخلها، وتمكن السكان من العيش بطريقة تضمن لهم أقل ما يمكن من آدميتهم، وذلك بإنشاء المدارس، الإعداديات والثانويات، المستوصفات، دور الشباب، مراكز البريد، إلى غير ذلك من المرافق الحيوية للحياة اليومية للساكنة، حيث أصبح من الواجب على المنعشين العقاريين المتعاهدين مع الدولة، إنشاء هذه المرافق مع كل تجمع سكني... لكن الواقع غير ذلك ، دائما ، كما هو الحال بالنسبة لمدينة «الصويرة الجديدة»، أو كما يحلو لأبناء الصويرة وبواديها ، تسميتها باسمها الأصلي «الغزوة»!؟.. لنتأمل بعض العناوين الفاضحة.
يخيل لزائر هذا «التجمع» وكأن الأمر يتعلق بمدينة «شبح »، إذ لا تتوفر على أي مرفق عمومي ضروري يجعل سكانها غير مرتبطين ضرورة بقضاء مصالحهم الادارية والشخصية بالصويرة ،التي تبعد عن الغزوة بعشرة كيلومترات عبر طريق وطنية موحشة خاصة بالليل.
«الغزوة» هذه يعود الفضل في إنشائها إلى ميلود الشعبي ابن المنطقة، وذلك منذ ما يقارب العشرين سنة، حيث أُنشئ في البداية مصنع للجينز ، لمحاربة البطالة وحث أبناء المنطقة على عدم الهجرة إلى المدن، ومن ثم إنعاش فرص الشغل لأبناء الصويرة، بعد ذلك تم بناء مجمع سكني من قبيل السكن الاقتصادي، والذي لم يكن معروفاً آنذاك باسمه الحالي وخصوصياته، بل كانت فكرة لإعمار «الغزوة» وإنشاء صويرة جديدة أغرت أهل الصويرة خصوصاً، باقتناء منازل بها من قبيل سكن إضافي لقضاء العطل، خاصة وأن شاطىء سيدي كاوكي السياحي لا يبعد عنها إلا ببضع كيلومترات، وأن وجودها بمنطقة تعلو عن سطح البحر أكثر من الصويرة المجاورة، يجعل طقسها صحياً بصورة جلية مقارنة مع طقس الصويرة المعروفة برياحها طيلة السنة.
لقد أغرى إنشاء دور سكنية بالغزوة، التي أصبحت «الصويرة الجديدة»، السياح الأجانب فيما بعد، إذ يستقر بها حالياً عدد لا يستهان به من هؤلاء، علما بأن بعضهم فضل قضاء تقاعده بالمغرب وبهذه المدينة الهادئة.
وبالموازاة مع ذلك، بُنيت مؤسسة تربوية للتعليم العالي، وذلك بهدف حسب أحد أهل الغزوة، وهو إطار بوزارة التربية الوطنية ومتقاعد حالياً أن تُدرس بهذه المؤسسة أصول الدين والشريعة الاسلامية، إلا أن خلافاً مع مسؤول بالوزارة الوصية آنذاك عن هوية هذه الكلية، الذي يبقى من اختصاص الوزارة التي تعرف أكثر من أي أحد الاختصاص الذي سيدرس في أية مؤسسة تكون تحت وصايتها حسب الخصاص الذي تراه هي، جعل سياسة شد الحبل بين «الشعبي» وهذا المسؤول تعصف بالمشروع، لتظل البناية مقفلة لمدة عشر سنوات، مما ضيع الفرصة على أبناء المنطقة الجنوبية خصوصاً، من إيجاد فضاء تعليمي عال قريب منهم في أي تخصص، كان سيجعلهم يتفادون طول المسافة ومصاريف زائدة من قبيل الإيجار والتنقل، اللهم في حال اختيارهم لاختصاصات غير موجودة بهذه المؤسسة التعليمية.
كُلية ، توسع سكاني.. وبداية الخيبات
شاءت الأقدار أن تفتتح هذه الكلية منذ ما يقارب الأربع سنوات، بعد أعوام الإقفال، وتصبح مدينة الصويرة تتوفر على المدرسة العليا للتكنولوجيا تابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، إذ تنفس أهل الصويرة الصعداء بافتتاح هذه المدرسة المتعددة الاختصاصات بمنطقتهم، والتي تعد الأولى والأخيرة لحد الساعة بهذه المدينة، وتنفس معهم سكان الغزوة أو الصويرة الجديدة الصعداء أيضاً، ظانين أن العزلة ستنكشف عن الغزوة، إلا أن شيئاً من هذا لم يحصل.
لقد أعطى افتتاح هذه المدرسة العليا قيمة مضافة لمدينة الغزوة، إلا أنها لم تدفع المسؤولين عن تدبير شؤون المدينة إلى تكريس هذه القيمة المضافة على أرض الواقع، حيث يبقى المجلس البلدي للصويرة خارج التغطية لا على صعيد الغزوة، حسب تعليق بعض سكانها، وإنما على صعيد المدينة كلها، إذ حسب المتحدث دائماً، فإن رئاسة المجلس مازالت منشغلة بمشاكل عويصة تتردد أصداؤها بالمحاكم!
لقد ازدادت الكثافة السكانية للمدينة الجديدة «الغزوة» مع توافد الطلبة على هذه المدرسة، وانتعشت الحياة الاقتصادية نوعاً ما بدكاكينها، والتي تبقى أغلبها مغلقة، وبدأ سكانها يستأنسون بالطلبة. هذه المدرسة الفتية يؤثث أقسامها طلبة من جميع أنحاء المملكة. فهناك طلبة من تطوان وطنجة، من العيون وطانطان، من البيضاء والجديدة، من بني ملال وخريبكة، إضافة إلى طلبة من أكادير، الصويرة وآسفي. تعتبر المدرسة العليا للتكنولوجيا هي المؤسسة البارزة ب «الغزوة»«، إذ لم يرافقها إنشاء مرافق أخرى ذات منفعة عمومية، اللهم تواجد مقاطعة حضرية تخفف نوعاً ما من المعاناة الادارية اليومية للسكان، هذا إن وجدوا من يوقع وثائقهم ، إذ الغياب المتكرر للخليفة وقائده بحجج تواجدهما باجتماعات بالعمالة، غالبا ما يؤخر مصالح السكان ، حسب شهادة بعض السكان الذين التقينا بهم بمقهى، بعد أن التأموا في جمعية مدنية تدافع عن مصالحهم أمام الجهات المختصة.
10 آلاف نسمة بدون مركز صحي
أكد أحد المتحدثين إلينا «أن إنشاء المقاطعة لم يتعزز بإحداث المرافق العمومية الضرورية، حيث لا يعقل أن مدينة بكثافة سكانية تفوق عشرة آلاف نسمة لا تتوفر على مستوصف صحي، علما بأن بعض القرى بكثافة سكانية أقل لديها مرافق عمومية عديدة تسهل حياة السكان»، مضيفا « أن غياب مركز صحي يشكل عائقا كبيرا بهذه المدينة، حيث يعاني السكان الأمرين، مع عدم وجوده، خصوصاً وأن «الغزوة» أصبح يقطنها بصفة رسمية، إلى جانب الطلاب، موظفون بمختلف الإدارات وعدد كبير من المتزوجين الذين يتوفرون على أطفال صغار، والكل يعلم أن الأطفال يتعرضون لأمراض من قبيل ارتفاع الحرارة والإسهال، والتي تستدعي اللجوء إلى المستوصف نهاراً والمستعجلات ليلاً. فسكان الغزوة محرومون من هذه الخدمة نهاراً وليلاً، وهو حق دستوري تتعهد به الدولة لجميع مواطنيها. فأين هو مفهوم تقريب الادارة من المواطنين؟! فوزارة الصحة مطالبة بإنشاء مستوصف بهذه المدينة. البقعة الأرضية موجودة وميزانية وزارة الصحة بإمكانها المساهمة في إنشاء مركز صحي، إذا كانت تخاف على صحة المواطنين، كما تقول».
و«أمام هذا الفراغ الصحي غير المبرر من طرف الجهات المسؤولة، فإن معاناة السكان ستبقى قائمة إلى أجل غير معلوم، ويبقى سكان الغزوة مضطرين إلى نقل مرضاهم إلى الصويرة التي تتوفر على المستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله، والذي يتحمل الضغط من قاطني الصويرة ونواحيها. إذ تبقى خدماته ضعيفة بالنسبة للمتوافدين عليه بالنظرللنقص الواضح في الأطر الصحية والممرضين المؤهلين، ناهيك عن الخصاص في عدة تخصصات ، الشيء الذي يحتم على المرضى اللجوء إلى مراكش أو الدار البيضاء».
نقل ، «أمن» ، ظلام.. ونقائص أخرى
إن معاناة السكان لا تقتصر على انعدام مركز صحي بمدينتهم، إذ أن معضلة التنقل تزيد من محنتهم ، حيث لا يوجد نقل عمومي خاص بالغزوة، بل تعد هذه الأخيرة محطة ثانوية للنقل المزدوج والخصوصي، ويضاعف الوضعية أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة التي تفرض على الركاب أثمنة باهظة لنقلهم من الصويرة إلى الغزوة تفوق تلك المتعارف عليها بكثير، خاصة بعد الساعة السابعة ليلا ، في غياب مراقبة صارمة لهذا «الأسطول» الذي يبقى الوسيلة الوحيدة لسكان الغزوة للتنقل لقضاء جميع مصالحهم، خاصة بالصويرة، لأن غالبية سكان الغزوة لا يتوفرون على وسيلة نقل شخصية. وتشتد هذه المعاناة أيام الشتاء، إضافة إلى مشاكل أخرى خلال هذا الفصل، مع تهاطل الأمطار، حيث تعيش المدينة /الشبح في ظلام دامس، بسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، كما حدث ليلة الخميس 20 نونبر المنصرم، عندما قطع التيار الكهربائي عن الإنارة العمومية بالمدينة، نتيجة سوء الأحوال الجوية، مع التذكير أن جل مصابيح الإنارة العمومية معطلة، وهو الشيء الذي عايناه خلال إقامتنا بالغزوة لأيام، في غياب تام لمصالح الجهة الموكول لها إصلاح الإنارة العمومية، وهو العامل الذي يزيد في استفحال الهاجس الأمني لدى الساكنة التي تشكومن غياب التواجد الأمني بالمدينة، حيث لم نعاين إطلاقا أية سيارة للأمن تجوب أزقة «الصويرة الجديدة» لا بالنهار أو الليل، علما بأن الدائرة الأمنية «الغزوة» التي انتهت بها الأشغال منذ رمضان الأخير ، مازالت أبوابها موصدة، « إنها دائرة أمنية مع وقف التنفيذ، يقول بعض السكان ، مع العلم أن سلطات المدينة وعلى رأسها العامل، كانت قد وعدت فعاليات المجتمع المدني للغزوة بعد وقفتها الاحتجاجية أمام العمالة منذ ستة أشهر، بمعالجة جل تظلماتهم ومنها الأمنية، إلا أن شيئاً لم يتم لحد الساعة، حيث يبدو أن ولاية أمن مراكش التي توجد تحت وصايتها المنطقة الأمنية للصويرة، مازالت لم تحسم أمر هذه الدائرة والعناصر التي ستشتغل بها ، إما لخصاص في العنصر البشري أو لأمور أخرى ، لتبقى سلامة وأمن المواطنين بهذه المدينة على كف عفريت، كما أن وضع طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا، وأساسا منهم الفتيات، من الناحية الأمنية، يبقى معرضاً في أية لحظة لمفاجأة غير سارة. فهؤلاء الطالبات يكنّ في حاجة ماسة إلى التنقل ، لإكراهات تعليمية، إلى المدرسة والمكوث بها حتى يحل الظلام، مع العلم أن الفصل شتاء وأن الشمس تغيب في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء والمدينة تصبح خالية من المارة بأزقتها التي تكون إنارتها معطلة في أغلب الأوقات، الأمر الذي يعرضهم لأخطار يومية في ظل انعدام دوريات أمنية منتظمة، مع العلم أن سيارة أمن واحدة يمكنها أن تجوب المدينة عدة مرات في اليوم وبصفة مسترسلة، مما يبعث الاطمئنان في نفوس الساكنة ويرهب من يريد الإقدام على ارتكاب أفعال إجرامية».
الفراغ الأمني الذي تعيشه «الغزوة» يكسر من حين لآخر بتواجد عنصر من شرطة المرور نهاراً قرب الجامعة، في إشارة ،ربما، إلى أن المدينة تقع تحت نفوذ الأمن الوطني وليس الدرك، علما بأن حركة السير تكون سلسة طيلة أيام الأسبوع بالليل والنهار، «وبالتالي ، يقول أحد المستجوَبين ، كان المأمول أن ترسل السلطة الأمنية سيارة النجدة أو فرقة الدراجين لتقوم بحملات خاصة بالليل» ، مشيرا إلى «الجولات الليلية التي يقوم بها قائد المقاطعة الحضرية بسيارته رباعية الدفع و «بيكوب» أفراد القوات المساعدة، والتي تغيب لأيام غير محددة» .
هذا وتجدرالإشارة ، في السياق ذاته، إلى أنه ، من وقت لآخر، يُسجّل تواجد شرطيين من فرقة المرور يراقبان مدخل «الغزوة» بكاميرات مراقبة سرعة السائقين! «ربما هذا هو مفهوم توفر الأمن والخوف على سلامة وأمن المواطنين لدى الجهات المسؤولة» يعلق المصدر ذاته .
بريد ، رياضة ، ثقافة ... بلا أثر !
إن معاناة سكان «الغزوة» لا تقف عند هذا الحد، ومشاكل الصويرة الجديدة اسماً والقديمة بناء، لا تنحصر في المجالات التي سبق ذكرها. فالسكان يشتكون من انعدام خدمة ضرورية تتمثل في عدم وجود مكتب للبريد. إذ يبقى القاطنون محرومين من إرسال والتوصل بالرسائل، ومن القيام بعمليات مشابهة تقوم بها هذه الادارة. فمن أراد الاستفادة من ذلك، عليه أن يسافر إلى الصويرة. المعاناة تزداد عند المتقاعدين لسحب معاشاتهم، وما يزيد الطينة بلة، عدم تواجد ولا وكالة بنكية أو شباك أوتوماتيكي لأي بنك بالمدينة، وهي حالة شاذة تطرح أكثر من تساؤل؟!
وبالإضافة إلى ما سلف ، فإن شباب المدينة محرومون من دار للشباب أو أي مرفق يمكنهم من صقل مواهبهم، إضافة إلى انعدام ملاعب رياضية لهؤلاء الشباب والصغار، «كما أن مندوبية الشباب والرياضة ، ومن خلالها الوزارة الوصية، ليس لديها، حسب أحد الفاعلين الجمعويين، أية رؤية لكي يستفيد شباب المنطقة من مراكز ترفيهية ورياضية يمكن أن تملأ فراغهم في أمور تعود على الجميع بالنفع. إذ يضطر عدد كبير من أولياء هؤلاء الشباب والصغار للذهاب بأبنائهم إلى الصويرة قصد ممارسة الرياضة أو أي نشاط ثقافي أو ترفيهي، مما يجعل تنقلهم المتعدد محفوفا بالمخاطر المجسدة في الحوادث الطرقية المحتملة، خاصة وأن الطريق الوطنية الرابطة بين الغزوة والصويرة تشهد حوادث سير تكون بعضها مميتة، يزيد في ذلك ضيق الطريق وهطول الأمطار، وكذلك انعدام الرؤية ليلا، بسبب المنعرجات وانعدام الإضاءة العمومية بين المدينتين على طول المسافة الفاصلة بينهما، حيث يطالب المجتمع المدني بالغزوة ، وزارة التجهيز والجماعة الحضرية، بجعل الطريق مزدوجة، على غرار الطريق السريع بين الصويرة وشيشاوة، والذي من شأنه أن يفك العزلة عن الغزوة».
هذا ويعاني سكان الغزوة، أيضا ، في فصل الشتاء من انقطاع الطريق، عندما يحمل وادي لقصب ويغمر القنطرة الرابطة بين المدينتين!
كلاب ضالة.. وجِمال ترعى بحدائق السكان!
تتخبط «الغزوة» في مشكل آخر يهدد سلامة السكان، هو غزو الكلاب الضالة والقطط للمدينة. فلا يمكنك أن تمر من أي زقاق دون أن تجد جحافل منها ، خاصة في الليل. «لقد أصبحت هذه الحيوانات من سكان المدينة الرسميين، يقول أحد القاطنين ، وذلك في غياب تام لمصالح حفظ الصحة التي تركت «المدينة الجديدة» تغوص في مشاكلها منذ إنشائها، ناهيك عن هجوم قطعان الماعز والغنم والأبقار وكذا الجِمال التي ترعى بحدائق العمارات السكنية ليلا ونهاراً، دون إغفال ما تشكله الكلاب الضالة من مخاطر يومية للسكان، وتلك الحيوانات من إزعاج ومخاطر أيضا».
في هذا السياق ، أشير إلى أنني صادفت جملا يتجول بالليل بزقاق ، ولا أخفي هنا الخوف الذي ارتابني حينما وجه الجمل نظراته إليّ ولمحت أنه غير مقيد الرّجلين، فأسرعت الخطى، تفادياً لأي رد فعل سلبي منه!
إن أربعة أيام ب«الغزوة» كانت كافية للوقوف على جملة من النقائص والمشاكل التي يعيشها سكانها يومياً وخلال الفصول الأربعة، ويبدو أنها مجرد غيض من فيض، لتُطرح معها أسئلة كبيرة مفادها : ألم يحن الوقت لفك العزلة عن هذه المدينة والعمل على تأهيلها لتكون فعلا اسما على مسمى؟ متى يتم إنشاء ثانوية للتخفيف من معاناة التلاميذ المضطرين لإكمال دراستهم الثانوية بالصويرة، وما ينتج عن ذلك من عدم التركيز؟ ألم يحن الأوان لتستفيد الساكنة من مرافق عمومية ضرورية تتوفر في مناطق أقل كثافة سكانية؟ تُرى أية صورة سينقل السياح ، الذين أغراهم «المقام» ب«الغزوة» إلى بلدانهم عن حقيقة الواقع المعيش بهذه «المدينة» ، التي قيل الشيء الكثير عن «مقوماتها المُيسرة لسبل الحياة بين أحضانها»؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.