في سابقة خطيرة من نوعها، وفي تناقض صارخ مع شعارات وزارة الصحة حول العناية بصحة المواطنين على صعيد تراب المملكة المغربية، أهملت مندوبية الصحة بإقليم الجديدة مستوصفا يوجد بدوار الغربية ضواحي مدينة الجديدة بالقرب من مدرسة البحابحة وإعدادية ابن طفيل بتراب جماعة الحوزية التابعة لدائرة أزمور. بعد أن تم بناؤه منذ سنة 2002 وخسرت عليه عشرات الملايين، حيث أنجزت جميع مراحل بنائه بما في ذلك تثبيت الأبواب والنوافذ. وبهذه الطريقة يهدر المال العام حين تسرف الملايين على بناء المؤسسات العمومية ولا تستغل. ن يزور هذا المستوصف يشعر بالتقزز ويتنهت الصعداء أسفا وحصرة على ما آل إليه هذا المستوصف، حيث سرقت الأبواب والنوافذ وتحول الى مرحاض عمومي بدون ماء، يستغله أطفال المدرسة وأبناء الدوار وعموم المارة، كما يستغله المنحرفون تحت جنح الظلام. هذا في الوقت الذي نجد في دوار الغربية، حيث يوجد هذا المرحاض عفوا المستوصف، يعرف كثافة سكانية تتجاوز أربعة آلاف نسمة، يفتقدون الى أبسط شروط الصحة، ويعيشون وسط كل أنواع التلوث حيث غيار قنوات الصرف الصحي، ومقابلها تنتشر مجاري مياه الغسيل والمراحيض عندما تمتلئ «المطامير» التي تعوض قنوات الصرف الصحي، وبسبب ذلك يعاني سكان هذا الدوار المهمش من انتشار الحشرات والذباب وخاصة «شنيولة» التي توقض مضاجعهم. وإذا ما حصلت حالة مرضية لأحد سكان هذا الدوار فانه يجد نفسه مجبرا لقطع مسافة حوالي ثلاثة كيلومترات ليصل الى مستوصف سيدي يحيى الذي أصبح وسط المدينة بحكم التوسع العمراني، وهنا تزداد معاناة سكان دوار الغربية حيث تنعدم وسائل النقل العمومي ن مما يجبر مواطني هذا الدوار الى التنقل مشيا على الأقدام في واضحة النهار، ولا يمكن للنساء والفتيات أن يتأخرن في عودتهن الى منازلهن بهذا الدوار ن لأنه مباشرة بعد أن يرخي الليل ستاره يصبح ممنوعا على النسوة خصوصا التنقل من الدوار الى المدينة أو العكس، نظرا للغياب التام للأمن، مما يجعل المنحرفين وقطاع الطرق ينتعشون ويتصرفون بكل حرية. وحسب تصريحات سكان هذا الدوار فانهم يحملون معاناتهم الى المسؤولين على الشأن المحلي ويوجهون أصابع الاتهام الى المسؤول البرلماني الذي لا يزورهم إلا في فترات الحملات الانتخابية ثم يغيب عنهم، وكأنه -كما قال أحد أبناء الدوار- نائب برلماني عنهم فقط على مستوى الأوراق، أما على مستوى حل مشاكلهم وطرح قضاياهم الاجتماعية ومساندتهم فلا وجود له على أرض الواقع. أمام هذه الوضعية الخطيرة هل ستتحرك مندوبية وزارة الصحة بإقليم الجديدة ومعها وزيرة الصحة المغربية، من أجل إيجاد حل لهذا المستوصف الذي تحول الى مرحاض وملاذ للمنحرفين، وتشغيله خدمة لصحة سكان دوار عدد سكانه يتجاوز 4000 نسمة؟ أم أن الوضعية الحرجة لهذا المستوصف ستستمر تحث شعار «لا حياة لمن تنادي»؟