يبدو أن المتهمين في أحداث أكديم إيزيك الذين تتواصل محاكمتهم بملحقة محكمة الاستيئناف بسلا يحرصون كل الحرص على تسييس هذه المحاكمة من خلال العديد من مظاهر التسييس. فما أن تقترب ساعة بداية كل جلسة حتى يلتئم العشرات من أهالي المتهمين و من الموالين لجبهة البوليساريو الإنفصالية في تجمع أمام المحكمة و يرددون شعارات سياسية صرفة لا علاقة لها نهائيا لا من قريب و لا من بعيد بموضوع المحاكمة. ويحاولون من خلال ذلك التأكيد على أن القضية سياسية تهم ما يسمونه بتقرير المصير. ثم إن الحرص تجلى أيضا في استقدام تعزيزات دفاعية من الخارج، ويتضح أن المتهمين لم يعودوا راضين على دفاعهم الذي آزرهم في مرحلة سابقة و كان ضمنهم شقيق رئيس الجبهة الإنفصالية الذي لم يكتب له القدر متابعة أطوار هذه المحاكمة بعد أن غيبه الموت. وجاؤوا بمحامي فرنسي يتعمد استفزاز المحكمة ومن خلالها إذلال وإهانة القضاء المغربي عبر تصرفات صبيانية يعلم هو قبل غيره أنها لن تجدي نفعا، وهو يدرك جيدا أن السلوك الاستعماري انتهى بطرد الاستعمار الفرنسي من ترابنا الوطني. موازاة مع ذلك تنسق جبهة البوليساريو الانفصالية حملة دولية للتضامن مع المتهمين من خلال تحريك وتسخير بعض الموالين لتنظيم وقفات احتجاجية أمام البعثات الديبلوماسية المغربية خصوصا في فرنسا وإسبانيا، والهدف طبعا هو محاولة إضفاء الطابع السياسي على هذه المحاكمة الجنائية العادية. طبعا، إن قيادة الجبهة الإنفصالية التي ينعم أعضاؤها فيما ينعمون فيه تستخدم المتورطين في أحداث أكديم إيزيك حطبا في معارك سياسية خاسرة. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: