لم تسعف المعطيات والحقائق الأربعة والعشرين المتهمين والمتابعين في حالة اعتقال أمام المحكمة العسكرية في أن يحافظوا على التعتيم حول طبيعة وحقيقة أحداث إكديم إيزيك الأليمة، فلقد روجت الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو الانفصالية بأن الأحداث جاءت نتيجة التعبير عن مطالب اجتماعية، وكان هناك من ردد هذه العبارة حتى تحت قبة البرلمان، لكن سيرورة الأحداث فرضت على المتورطين في أحداث اكديم إيزيك وعلى الذين حركوهم سواء من الرابوني أو من الجزائر الكشف عن حقيقة القضية، وأكدوا بأن الأمر كان يتعلق بحركة انفصالية سعت إلى تفجير الوضع من الداخل لإعطاء زخم إعلامي وديبلوماسي لقضيتهم على المستوى الدولي، وتأكد أن الذين اقترفوا الأحداث وقاموا بالتنفيذ عناصر لها ما يكفي من التدريب والكفاءة والقدرة على القتل والتمثيل بالجثث وحتى التبول على هذه الجثث. الآن، يؤكد المتهمون المتابعون أمام المحكمة العسكرية بالرباط هذه الحقيقة، ونحرص على أن نوجه لهم الشكر والامتنان لأنهم ساعدونا كثيرا في ترجيح وجهة نظرنا المتعلقة بطبيعة وحقيقة وخلفيات أحداث مخيم اكديم إيزيك، إنهم دخلوا المحكمة يرفعون شعارات الانفصال كما أمروا طبعا من قادتهم في الرابوني والجزائر، ويوحي إلينا بأن الأمر يتعلق بمحاولة غبية لتحريف القضية عن حقيقتها، اعتقادا منهم أن تسييس القضية والفرار بها نحو المطالبة بالإنفصال من شأنه التأثير على القضاء، ومن شأنه تكثيف التضامن الدولي معهم، خصوصا وأن قيادتهم تخوض حملة دولية كبيرة جدا لفائدتهم. من جهتنا نرد بأن القضاء عصي عن الخضوع لهذه التأثيرات، نحن أمام أحداث عرفت قتلا وتشويها بالجثث وتدميرا وتخريبا، ولابد للقضاء أن يفرز الحقائق ويرتب الجزاء. إننا نريد القصاص لتلك الطفلة البريئة التي طالبت بما كتب على لوحة حملتها يوم المحاكمة نريد القصاص للعائلات التي فقدت أحد أفراد أسرتها من طرف عت اة مجرمين محتملين.