العلم : رشيد زمهوط أعلنت مصادر صحفية جزائرية أن ما لا يقل عن ثمانية مغاربة يوجدون حاليا رهن الاعتقال بسجون الجزائر بدون محاكمة بعد وقوعهم في قبضة كمائن الجيش الجزائري المنصوبة لعناصر معاقل تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي المنتشرة معسكراتها بمنطقة القبائل . و لم يتسن التعرف على هوية المغاربة الموقوفين و إن كانت المعلومات المتوفرة ترجح فرضية انتمائهم الى الخلايا المسلحة ذات الجنسيات المختلفة التي دأبت السلطات الأمنية الجزائرية على الاعلان عن تفكيكها ، في حين تؤكد معلومات «العلم » أن الأمر يتعلق بسبعة مغاربة متهمين على خلفية تورطهم في عملية تهريب سلاح عبر الحدود الجنوبية المشتركة ، و التي أطلق عليها عملية "أنياب الفيل " و تم تفكيكها بموجب تنسيق و تعاون أمني ومخابراتي بين الأجهزة الأمنية بكل من إسبانيا و المغرب و إسبانيا . و كانت مصالح الأمن الجزائرية قد إعلنت قبل سنة عن إعتقال ثلاثة مواطنين مغاربة كانوا يهمون بالالتحاق بالجماعات المسلحة بالجزائر، وأفادت أن المشتبه فيهم وهم محمد أغبالو وحمادة بلال ورضا بلهاشمي المنحدرين من مدينة طنجة تم التعرف على هوياتهم من خلال شريط فيديو دعائي للقاعدة تباهت فيه بانضمام شباب مغاربة لها. و سلمت الجزائر بداية السنة الجارية للمغرب المدعو هشام العلمي أحد السجناء التسعة الفارين منذ السابع من شهر أبريل الماضي من السجن المركزي بالقنيطرة أين كان يقضي عقوبة السجن المؤبد في قضايا ذات صلة بأحداث 16 ماي الارهابية التي ضربت البيضاء قبل خمس سنوات , بعد أن قضى قرابة الشهرين فارا من ملاحقة المخابرات العسكرية الجزائرية سعى خلالها الى ربط الاتصال بدرودكال زعيم الجماعة السلفية للهجرة و القتال المتمركزة بمنطقة القبائل لمبايعته كأمير للجهاد باسم الخلايا الارهابية المغربية و تدارس سبل الدعم المالي واللوجيستيكي بين مكونات المجموعتين التي تدين بالولاء المذهبي و السياسي لأسامة بن لادن . وما زال مصير وهوية المسلحين الآخرين اللذين اعتقلا رفقة العلمي مجهولا ، حيث لا تستبعد تكهنات أن يتعلق الأمر بالنسبة لأحدهما بالمدعو موهيم السجين التاسع الفار من معتقل القنيطرة ، والذي ما زال رسميا موضوع مذكرة بحث صادرة عن الأمن المغربي في حين أن تقديم بقية رفقائه للعدالة لا ينفي أن يكون بدوره موضوع " صفقة " أمنية بين المغرب و الجزائر , خاصة بعد صدور أحكام في حق مجموعة 38 المدانة بتهريب أسلحة عبر الحدود المغربية الجزائرية من محكمة بومرداس الجنائية الجمعة الماضي دون الاشارة لا من قريب أو بعيد لوضعية المتهمين السبعة الحاملين للجنسية المغربية و التي كانت مصادر أمنية جزائرية قد كشفت تورطهم في عملية التهريب التي أطلق عليها "أنياب الفيل " و أكدت تجدد التعاون المخابراتي بين الأجهزة الأمنية للبلدين . و ينتظر أن يكون لهذا التعاون الأمني المبني على تبادل المعلومات أثر واضح في فك ألغاز العديد من الخلفيات التي تتحكم في سيرورة الخلايا السرية النائمة التي تنشط ضمن محور تنظيمي مترابط ينطلق من دول أوروبا و يمتد عبر دول المغرب العربي و شمال الصحراء الافريقية الكبرى .