فاز الشاعر المغربي عبد الجواد الخنيفي بجائزة محمد الخمار الكنوني للإبداع الجامعي بالحي الجامعي بتطوان ، ويعد عبد الجواد الخنيفي أحد الأصوات الشعرية التي تراهن على المغايرة وفق رؤية مخصوصة توضحها قصائده المختلفة سواء المنشورة في ديوانه:(الخيط الأخير) الصادر عن منشورات وزارة الثقافة العدد 52 ضمن سلسلة الكتاب الأول،أو في قصائده الفائزة بجائزة إذاعة طنجة للإبداع الشعري سنة2007.واعتبر الباحث عبد السلام دخان رئيس لجنة تحكيم هذه الدورة التي عرفت مشاركة مكثفة لعدد من الشواعر والشعراء ،أن قصائد عبد الجواد الخنيفي كانت سامقة مما جعل أعضاء اللجنة يشتركون في الحكم على تميز تجربته الشعرية واستحقاقه لهاته الجائزة. إن قصائد عبد الجواد الخنيفي المخلص لجنس الشعر-يضيف عبد السلام دخان - تتسم بمراهنتها على البساطة المخادعة وعلى الجمل القصيرة ذات الدلالات المفتوحة على التأويل،ولعل لحضور المرجعية الجمالية الإسبانية أثرها في مساره الشعري، فقد تركت بصماتها ليس فقط في المنجز الشعري لهذا المبدع بل حتى في كثير من عناوين قصائده" صديقي لوركا"ّوإذا كانت الكتابة لدى عبد الجواد الخنيفي استجابة لنداء الشعر فإن هذه الكتابة لم تكن معزولة عن مصادرها المكانية والجمالية،مما يترجم وعياً حاداً بالمكان ممزوجا برغبة في الإنتماء للحاضر عبر الإحتكاك باليومي وتحويله إلى حالة ابداعية تتوخى دخول الأبدية عبر طابع إنساني يشرك هموم الشاعر مع الآخرين،وذلك بتصوير الأحاسيس والرؤى"قصيدته المعنونة ب:محمود درويش مثلا"و إرساء للدلالة بإيجاد علاقات جديدة بين الأمكنة والألوان والضوء والماء"قصيدة غروب"،كما استخدم الشاعر عبد الجواد الخنيفي الأوجه البلاغية بشكل عفوي من أجل فاعلية المعنى الشعري،واللافت للنظر أن قصائده اتسمت بكثافة إيقاعية ذات نسق وزني وقافوي متعدد،نتيجة تنوع التفعيلات،ونتيجة مراهنته على المفردات ذات الإيقاع القوي.ومن ثمة فإن تجربته الشعرية وهي تؤسس لمسارها الخاص تعد المتلقي بمنجز له سماته الفنية والجمالية الجديرة بالقراءة والتأويل.