في استمرار لفضائح زعامات الانفصاليين، كشف عبد الرحيم برديجي، رئيس الجمعية الإسبانية الصحراوية أن نتائج عمل هيئته قد أعطت أخيرا نتيجة، بعد وضعها شكاية لدى المحكمة الوطنية الإسبانية منذ سنة 2013 ضد زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، الذي يطالب القضاء الإسباني اليوم برأسه. وشدد برديجي، على أن الفضل يعود إلى شجاعة الضحية خديجتو محمود محمد الزبير، التي كانت تشغل مهمة بوزارة الخارجية والبروتوكول بالجمهورية الوهمية، حيث اعتدى عليها إبراهيم غالي جنسيا. وذلك بقبولها كسر الطابوهات والحواجز العائلية والقبلية والعادات المحلية. واعتبر نفس المتحدث، أن زعيم جبهة البوليساريو "زير نساء"، مضيفا أنه معروف في الأوساط الصحراوية منذ نشأته بذلك، ومتورط في مئات الاعتداءات المماثلة غير أن عادات المجتمع المحافظة تمنع من الإفصاح عن مثل هذه المواضيع. وكانت الجمعية تطوعت للاتصال بخديجتو الزبير، وأعلنت عن ذلك خلال ندوة صحافية بمدريد في يناير 2013 حضرتها الضحية ومحامي الجمعية، وأفسحت المجال لتلقي طلبات مؤازرة من حالات تعرضت لمثل هذه الاعتداءات. وتابع رئيس الجمعية الإسبانية الصحراوية، أن الأخيرة رفعت الدعوى القضائية ضد غالي. ومنذ ذلك الحين وهو يشم رائحة المتابعات، بيد أن البوليساريو سحبته ودفعت به إلى تولي منصب سفير بالجزائر، ومن حينها لم يدخل غالي إلى الديار الأوروبية. واعتبر المتحدث في تصريحات إعلامية، أن جمعيته تساءلت عن وصول الغباء السياسي بالجبهة إلى درجة تنصيب شخص ممنوع من زيارة أوروبا، مفسرا الأمر بأنه لم يكن غباء بقدر ما هو دهاء من مخابرات الجزائر، التي تريد رأس هرم سلطة الجبهة أن يتم التحكم فيه من خيمته، ويقتصر عمله في اللقاءات بالاتحاد الإفريقي، الذي لن يُعمّروا فيه طويلا، بعد الجولات الدبلوماسية الملكية، التي حاصرتهم من كل الجوانب، فيما العمل الخارجي من اختصاص هذه المخابرات كعادتها، لكن هذه المرة بأريحية". ومن نتائج الدعاوي القضائية ضد غالي المتعلقة بالتعذيب والاغتصاب، التي رفعتها الجمعية ، وهيئات أخرى ينتمي إليها مكتوون بنار غالي في سجون البوليساريو، كالداهي الكاي ومسعود رمضان، يضيف برديجي أنه ألغى مشاركته في فعاليات ندوة التنسيقية الأوروبية السنوية للتضامن مع ما يسمى "الشعب الصحراوي" بإسبانيا، المعروفة اختصارا ب"الأوكوكو"، وهي سابقة تاريخية، متمثلة في عدم ترؤس رئيس الجبهة لوفدها، خلافا لما جرت عليه العادة في السابق. ولفت برديجي النظر إلى ضرورة أن يتم رفع دعاوي قضائية ضد قيادات بجبهة البوليساريو في المحاكم الأوروبية، من أجل حرمانهم من دخول البلدان الأوروبية وهو ما سيخلق لها متاعب كبيرة، خلال سنتين على الأقل، وسيفرض على زعامات الجيل الخروج إلى العلن، مؤديا ذلك إلى منافسة بين الأجيال بالجبهة، وهي بداية نهاية البوليساريو، سيما أننا نتحدّث عن أوجه متعددة للصراع بينها وبين المغرب، الذي أصبح يغلق في وجهها أبواب إفريقيا، لدى أصدقاء المغرب، وحتى أصدقاء الجزائر الذين أصبحوا في الصف المغربي، إضافة إلى العمل على خلق الصراع والانشقاق بين الجيل المؤسس، الذي تلطخت يده بدماء الصحراويين، وبين الجيل الجديد لقادة الجمهورية الوهمية.