ستعج ملاعب وأحواض العاصمة الصينية بكين، التي تستضيف الألعاب الأولمبية من 8 الى 24 من الشهر الحالي، بأغنى وأشهر الرياضيين في العالم في حدث ينتظره الجميع كل 4 أعوام، لكي يتابعوا هؤلاء النجوم في مكان واحد وهم يتنافسون على لون واحد ومعدن واحد هو الذهب الذي يمثل لهم التفوق »الاسمى«. ستحتضن القرية الاولمبية اكثر من 10 آلاف رياضي، لكن عدسات الكاميرات ستكون مركزة على قلة منهم لتخطف صورهم وهم يتنقلون بين نظرائهم الاقل شهرة وثراء، ومن بين »الكبار« نجم كرة المضرب السويسري روجي فيدرر ولاعبا منتخب الاحلام الاميركي لكرة السلة كوبي براينت وليبرون جيمس ونظيرهما في الدوري الاميركي للمحترفين العملاق الصيني ياو مينغ والسباح الاميركي الشهير مايكل فيلبس ونجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو.وتقدر ثروات هؤلاء النجوم بمئات الملايين من الدولارات، لكن الوجهين اللذين سينالان اكبر اهتمام محلي في بلد يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، هما ياو مينغ وبطل 110 امتار حواجز ليو جيانغ. وبلغة الأرقام المصرفية، يعتبر منتخب الاحلام الاميركي الاغنى على الاطلاق بوجود نجوم مثل »الملك« جيمس وبراينت ودواين وايد وانطوني كارميلو.»الملك« جيمس هو في الطريق الى دخول التاريخ بحسب الدراسات الاميركية، ليس لأنه توج بلقب الدوري الأميركي للمحترفين رغم ان ذلك لم يتحقق حتى الآن، او لانه بطل اولمبي وهو كذلك لم يصل الى هذه المرتبة، بل لان لاعب كليفلاند كافالييرز على وشك ان يكون اول رياضي في التاريخ تصبح ثروته المصرفية مليار دولار.من جانبه، تربع فيدرر على عرش كرة المضرب منذ 2004 وجمع اموالا طائلة منذ احترافه عام 1999، فوصلت قيمة الجوائز المالية التي نالها حتى شهر يوليو الماضي 41.721.169 مليون دولار، وهو سيكون من نجوم العيار الثقيل في بكين رغم تراجع مستواه هذا الموسم. وسيكون هاجس فيدرر الوحيد ليس من سيواجه في ارض الملعب، بل كيف يتخلص من الجمهور الساعي الى الحصول على توقيعه، وهو اعتاد في مشاركاته في البطولات الكبرى ودورات رابطة المحترفين ان يكون محاطا برجال الامن الذين يؤمنون له طريق الدخول الى الملعب او الفندق من دون ان يلاحظه الكثير من الاشخاص، لكن وجوده بين هذا الكم الهائل من الرياضيين وفي حدث من هذا النوع سيعقد مهمة تجنيبه دفع ثمن الشهرة. وقد يكون فيدرر محط انظار المشجعين والرياضيين على حد سواء، وقد لا ينال الحصة الاكبر من ومضات الكاميرات التي كانت ستلاحق الروسية الحسناء ماريا شارابوفا، إذ انه كان من المفترض ان تكون الاكثر استقطابا للمصورين بين الرياضيين ال10 آلاف المشاركين في بكين، لولا انسحابها قبل اسبوع من انطلاق الالعاب بسبب اصابة في كتفها.وترك البرازيلي رونالدينيو خلفه موسمه المخيب مع برشلونة الاسباني، وذلك برحيله عن الفريق الكاتالوني الذي كان يعارض مشاركته في بكين، والانتقال الى ميلان الايطالي، وهو يأمل ان يكون الاولمبياد نقطة انطلاق جديدة بالنسبة اليه عبر منح بلاده اللقب الوحيد الذي يغيب عن خزائنها. وإذا كان رونالدينيو، الذي يشارك مع منتخب بلاده كأحد اللاعبين الثلاثة الذين يزيد اعمارهم على 23 عاما، قد اكد مشاركته في هذا الحدث الكبير، فإن زميله السابق في برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي انتظر حتى اللحظات الاخيرة ليحصل على الضوء الاخضر وعلى »مضض« من الفريق الكاتالوني الذي عارض مشاركته لتضارب موعد الاولمبياد مع انطلاق الموسم الاوروبي، حيث يشارك برشلونة في الدور التمهيدي الثالث من مسابقة دوري ابطال اوروبا.ونجح ميسي أخيرا في الحصول على تسريحه وبالتالي المشاركة في بكين 2008 بفضل الاتحاد الدولي الذي اصدر قرارا يلزم الفرق بالسماح للاعبيها الذين لا يتجاوزون ال23 بالالتحاق بمنتخبات بلادهم، ليكون ميسي من النجوم الذين سيخطفون الاضواء ايضا كما هي حال عملاق هيوستن روكتس ياو مينغ الذي يعتبر اكثر الرياضيين الصينيين شهرة وثراء، بحيث ان مدخوله السنوي يتجاوز 55 مليون دولار بين راتب واعلانات. وقد لا يكون السباح الاميركي مايكل فيلبس يتقاضى المبالغ ذاتها التي يحصل عليها النجوم الآخرون، لكنه ودون ادنى شك احد أبرز الاستقطابات في بكين، حيث سيسعى هناك الى معادلة رقم مواطنه مارك سبيتز من خلال الظفر بسبع ميداليات ذهبية.وفي حال نجح فيلبس في تحقيق مبتغاه فانه سيحصل على مليون دولار من احد الراعين الرسميين للمنتخب الاميركي للسباحة.