سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحركة الكشفية تلعب دورا أساسيا في التربية على المواطنة والعمل لبناء مجتمع متقدم ومزدهر الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي في افتتاح المؤتمر السادس لمنظمة الكشاف المغربي
أكد الأمين العام لحزب الاستقلال يوم الجمعة بالرباط أن الحركة الكشفية تلعب أدواراً أساسية في تربية النشء على المواطنة الصالحة، واستنهاض همم الشباب والمواطنين من أجل بناء المجتمع المتقدم والمزدهر. وأبرز الأستاذ عباس الفاسي في افتتاح المؤتمر السادس لمنظمة الكشاف المغربي أن العمل الكشفي يمتد إلى مختلف الجوانب المرتبطة بالإنسان، إنه يهم التربية والتثقيف والترفيه والعمل الاجتماعي والخيري وأيضا العمل السياسي بمعناه النبيل، مشدداً على أهمية الانجازات التي حققتها منظمة الكشاف المغربي عبر مسيرتها الطويلة في هذه المجالات. وعبر الأمين العام لحزب الاستقلال عن اعتزازه بكونه بدأ حياته في العمل الجمعوي والسياسي ككشاف وكجرموز بمدينة القنيطرة، حيث إن فرع حزب الاستقلال برئاسة الحاج محمد الديوري أحد المجاهدين الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال أحدث الكشفية الحسنية بهذه المدينة بمساعدة المرحوم أحمد بلحاج، كما أن الجيلالي بناني أحد المجاهدين والموقعين أيضا على وثيقة المطالبة بالاستقلال قد خصص جناحا من منزله مقرا للكشفية الحسنية. وذكر عباس الفاسي أن حزب الاستقلال أنشأ الكشفية الحسنية في ظروف صعبة أثناء الكفاح الوطني، حيث اهتم الحزب مبكراً بمختلف القضايا التي تهم المجتمع بدءا بالتوعية السياسية والعمل الاجتماعي وصولا إلى العمل الثقافي والديني والروحي وكان العمل الكشفي جزءاً أساسياً في هذا الاهتمام، وذلك عبر إحداث الكشفية الحسنية في الثلاثينيات من القرن المنصرم، حيث أصبحت دعامة مهمة في عمل حزب الاستقلال بعد سنة 1944، وكانت بمثابة مشتل تكوين الأطر والمثقفين والمقاومين وأعضاء جيش التحرير، واختارت بعد الاستقلال إسما جديداً هو منظمة الكشاف المغربي. وأوضح عباس الفاسي أن الكشفية الحسنية أولا ثم منظمة الكشاف المغربي ساهمت بفعالية في التربية الروحية والدينية اعتماداً على ترسيخ قيمة إسلام التسامح والتضامن والعدالة والدفاع عن مصالح المواطنين ومحاربة الفقر والجهل والظلم، كما أن هذه الحركة تساهم بقوة في التربية الوطنية، حيث يتعلم الكشاف وهو جرموز إلى أن يصبح كهلا معاني التشبث بالوطن وبرموزه السيادية وذلك اعتماداً على الشعار الخالد، الله الوطن الملك، دون إغفال المساهمة المستمرة في العمل الثقافي والرياضي والاجتماعي وأكد عباس الفاسي أن الحكومة مستعدة لتقديم الدعم اللازم للحركة الكشفية المغربية من أجل أن تضطلع بمهامها على أحسن وجه، موضحاً أنه كوزير أول لجميع المغاربة يهمه العمل من أجل النهوض بأوضاع جميع المواطنين واحترام التعدد والاختلافات في المواقف مبرزا أنه يتعامل بنزاهة وموضوعية مع مختلف الأحزاب المغربية سواء كانت في المعارضة أو في الأغلبية. وانتقل الأمين العام لحزب الاستقلال إلى الحديث عن الظرفية التي تمر بها بلادنا في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية، مذكرا بأن معظم الدول في العالم سجلت معدلات نمو اقتصادي في حدود الصفر أو أقل، إلا أن المغرب أنهى سنة 2008 مسجلا معدل نمو يفوق 6 في المائة كما أن المندوبية السامية للتخطيط تتوقع تسجيل معدل نمو يفوق 5% برسم سنة 2009. وأوضح عباس الفاسي أن هذه الأزمة كان لها فعلا بعض الانعكاسات السلبية على المغرب خصوصا بالنسبة للصادرات والسياحة ولعائدات المغاربة المقيمين بالخارج ارتباطا بتقهقر القدرة الشرائية في الدول المرتبطة بالمغرب، مبرزاً أن باقي القطاعات مثل السكن والاستثمارات الوطنية تعرف تطورا متواصلاً. وأكد عباس الفاسي أن الحكومة معبأة باستمرار في إطار اجتماعات متواصلة تهم مختلف القطاعات في إطار استراتيجية واضحة لمواجهة التأثيرات الجانبية للأزمة العالمية، مبرزا أن الوزارة الأولى أصبح لها حضور قوي في المحافل واللقاءات الدولية حيث ينوب الوزير الأول عن جلالة الملك في عدد من الملتقيات الدولية السياسية والاقتصادية، وأبلغ في هذا الصدد أنه سيمثل جلالته في المنتدى العالمي للماء المنعقد بتركيا، وهو مجال يعتبر فيه المغرب نموذجا بفعل السياسة التي نهجها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني الذي اعتبر الماء سلاحا استراتيجيا بالنسبة للمستقبل. وانتقل عباس الفاسي إلى الحديث عن الأوضاع الداخلية لحزب الاستقلال، مشيرا إلى المحطة الناجحة للمؤتمر الخامس عشر، حيث خرج الحزب متراص الصفوف، قوي العزيمة لمواجهة تحديات المستقبل، وأبرز أن جميع هياكله وتنظيماته الموازية تشتغل في إطار برامج واضحة تهدف إلى تدعيم البناء الديمقراطي لبلادنا وتحقيق المزيد من الإصلاحات والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين. ودعا عباس الفاسي الجميع وفي المقدمة أطر ومناضلو منظمة الكشاف المغربي إلى التعبئة الشاملة وإلى المساهمة في إنجاح محطة الانتخابات الجماعية المقبلة باعتبار أن شباب الكشاف المغربي يضطلع بمهمة أساسية في توعية المواطنين بأهمية المشاركة المكثفة في الاستحقاقات المقبلة التي من المفروض أن تحقق قفزة نوعية في الديمقراطية المحلية والتنمية المحلية.