طنجة: أبو إيمان شب أخيرا، حريق مهول في مجموعة من الدكاكين والأكواخ القصديرية بالحي الجديد (كاسابراطا»)، والذي تسبب في إحراق واتلاف محتويات ما لا يقل عن (31) محلا لبيع الأثاث المنزلي، والمواد الاليكترونية، والألبسة الجديدة والمستعملة، والمصنوعات الخشبية وغيرها، والتي قدر خسارتها المالية أزيد من (300) مليون سنتيم، دون احتساب ثمن المحلات المتضررة.. وقد واجهت تدخلات الوقاية المدنية، صعوبات خطيرة، تجلت في ضيق الممرات وعدم وجود فوهات مائية للحرائق (واحدة غير كافية)، مما تطلب الأمر، الاستعانة بالشاحنات الصهريجية القادمة من تطوان، والمطار الدولي، إضافة لما هو موجود منها في ثكنات طنجة والعوامة، وبني مكادة.. ورغم ذلك، فقد بذل رجال المطافيء، مجهودا كبيراً لمحاصرة لهب ألسنة النار، خاصة وأن رياح الغربي كانت قوية، ومعظم الدكاكين مقفلة (يوم جمعة)، والاقتراب من الألواح القصديرية يشبه الجحيم، وتدافع وتداخل بعض أصحاب المحلات المشتعلة بشكل هستيري وانفعالي في محاولة إنقاذ ما تبقى من حطام الحريق.. لينطلق بعدها، مسلسل التساؤلات، لتتقاذفها الألسن، بين من يعتبر ذلك، فعلاً مدبراً ومقصوداً، وبين من يرد ذلك للتقصير بعدم قيام الجماعة الحضرية بتوفير ظروف السلامة والوقاية من الحرائق والكوارت، وبين من يؤكد من المتضررين أنفسهم، بأن الواقعة تسبب فيها شخص من أصحاب نفس المحلات المحترقة دون قصد، وأنهم يثقون فيه ولا يحملونه مسؤولية (الفعل الجرمي!)، وأنهم أيضا لا يعتبرون الحريق من فعل جهات مجهولة أو أشخاص لهم مصالح وحسابات.. ومع ذلك، تبقى هناك أيضا، تساؤلات معلقة الجواب إلى حين استكمال التحريات التي تقوم بها المصالح الأمنية المختصة، خاصة وأن الواقعة، تزامنت مع مساء يوم الجمعة، أي بين موعد صلاتي العشاء والمغرب، وأن الظروف الأمنية غير عادية، وأن الحي ومحيطه، من المناطق الأكثر كثافة »(واشتعالا!) بطنجة، زيادة على الحرائق المشبوهة التي وقعت في نفس (السوق !) مرات متعددة..!