افتتحت، اليوم الاثنين بمدينة طنجة، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي ال21 للجمعية العربية الأمريكية لأساتذة وخبراء الاتصال، بمشاركة العشرات من المختصين المغاربة والأجانب في مجال الاتصال والتواصل والقانون. وقال محمد النواوي، رئيس الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة وخبراء الاتصال في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم هذا المؤتمر بحمولته العلمية والإشعاعية بمدينة طنجة يتضمن العديد من الأبعاد، خاصة كون المغرب يحقق منذ سنوات تطورات ملموسة على مستوى تدبير الشأن التواصلي والتشريعي منحت الاطارات الإعلامية والسوسيو-ثقافية المعنية أساسا متينا. وأضاف الخبير المصري أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي كذلك في إطار سعي الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة وخبراء الاتصال إلى تعزيز التواصل بين خبراء المنطقتين وطرح الممارسات الناجحة في المجال، وفي نفس الوقت تمكين الخبراء العرب والأمريكيين من تبادل وجهات النظر حول قضايا مجال الاتصال والأبعاد السياسية والمجتمعية والفكرية المرتبطة به، مبرزا أن تقارب مهنيي التواصل والباحثين والأكادميين سيمكن من المساهمة العملية في حل الإشكالات المرتبطة بمجال الإعلام والاتصال، الذي لا محيد عنه لتحقيق التقارب بين الشعوب وتكريس ثقافة قبول الآخر. من جهته قال رئيس المكتب التنفيذي لمؤسسة بيت الصحافة، سعيد كوبريت، إن هذا المؤتمر يتيح للخبراء والباحثين الأجانب إمكانية الاطلاع عن قرب على التجربة المهمة التي راكمها المغرب في مجال الإعلام والتواصل، سواء تعلق الأمر بممارسة المهنة المرتبطة بالإعلام والاتصال أو بالتأطير التشريعي وضبط أخلاقيات المهنة والتجاوب مع انتظارات المشتغلين في الحقل الإعلامي الوطني والمهتمين بالجانب البحثي الأكاديمي للتواصل والاتصال في مفهومه العلمي الشمولي. وأضاف أن التجربة المغربية في مجالات الإعلام والاتصال والتواصل أضحت، في السنوات الأخيرة، على الصعيدين القاري والإقليمي، مرجعا مهما في البناء الديمقراطي والمجتمعي وتدبير الاختلاف السياسي والاجتماعي والفكري وتطور الرأي العام، وانخراطه في مسار التغيير التنموي والسياسي، مؤكدا أن هذا المؤتمر كغيره من الفعاليات يساهم في إشعاع المغرب المتطور الذي يجعل من تدبير الشأن العام مسألة جماعية تتجاوب مع كل قضايا المجتمع عبر الحوار والنقاش المتوازن والمتزن. وفي نفس السياق، قال رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في مجال التواصل، عبد السلام أندلوسي، إن هذا المؤتمر بطابعه الدولي يمنح الخبراء الأجانب فرصة الاطلاع عن قرب على التجربة المغربية وآليات تصريف الاختلاف في مجال الإعلام والتواصل وتأطيره القانوني، خاصة وأن الدول العربية بشكل عام تتقاطع قضاياها واهتماماتها وسعيها المستمر لبناء صرح ديمقراطي متراص يتجاوب مع انتظارات المجتمع. وأضاف أن التطور العلمي والمهني الكمي والكيفي الذي عرفه المغرب يجعل منه قبلة للباحثين وذوي الاهتمامات بشؤون الاتصال والتواصل والإعلام لملامسة قواعد التطور الاعلامي والديمقراطي، الذي يسير بثبات وبمنحى تصاعدي ويتأسس على البعد الأخلاقي، الذي يعد معيارا حقيقيا لتحقيق أي تقدم في مجال الإعلام والتواصل مهما اختلفت أشكاله المهنية والتعبيرية. وفي كلمة تقديمية لرئيس فرع الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة وخبراء الاتصال، الطيب بوتبقالت، أكد هذا الأخير أن نقاش التظاهرة الفكرية يأتي في سياق التحولات التي يشهدها العالم لبناء صرح إنساني جديد وعقلاني وعادل ومستدام، يتخذ من المبادئ الأساسية للحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان أرضية مشتركة لتشكيل كيان دولي مندمج وقائم على نشر قيم التضامن من أجل تحقيق العيش الكريم في وئام وسلام لكافة أبناء البشر، مهما اختلفت أعراقهم ومعتقداتهم وثقافاتهم.