ميناء طنجة: ع/الشعباوي لم يشهد ميناء طنجة في تاريخ عمليات العبور يوماً مشؤوماً، مثل ما عايشه منذ منتصف نهار يوم السبت إلى غاية منتصف الليل.. فالذي حدث، هو أن باخرة (ابن بطوطة) وصلت إلى ميناء طنجة حوالي منتصف نهار يوم السبت، قادمة من الجزيرة الخضراء، وعلى متنها بالضبط (999) مسافر من المهاجرين القادمين من فرنسا واسبانيا، وبعد توقفها في الرصيف، منع رئيس مفوضية الأمن فتح أبواب الباخرة ونزول الركاب، بدعوى أن الباخرة لم تأخذ معها عند انطلاقها من ميناء طنجة، عناصر الشرطة المكلفة بختم جوازات السفر...! وتطلب إبقاء المسافرين محاصرين داخل الباخرة لمدة تفوق الساعة، تدخل قائد قبطانية الميناء لسببين؛ الأول وهو فتح بوابة الباخرة لإنزال الركاب والسيارات، والثاني وهو إطلاق سراح الباخرة، لتعود الى الجزيرة الخضراء في وقتها المحدد، لنقل آلاف المغاربة المنتظرين هناك.. غير أن المسؤول الأمني منع قائد القبطانية من الاقتراب من الباخرة، أثار هذا الأسلوب ردود فعل قوية في عين المكان، حيث كان شاهداً، عدد كبير من الناس، من ضمنهم شخصيات رسمية كانت تنتظر الإبحار، وضباط الباخرة، ومستخدمو الشركات البحرية، وعدد آخر من المسافرين الذين شاهدوا وسمعوا ماراج حول الحادث وهم محاصرون فوق شرفة بوابة الباخرة. كما عاين المشهد مسؤول قيادي في مركزية نقابية، بادر على الفور إلى استنكار هذا الفعل الذي يستهدف حياة المسؤول الرئيسي عن الحركة الملاحية بميناء طنجة، وضابط كبير في الملاحة التجارية، ليبلغ كبار المسؤولين، عزم نقابته عن شن اضراب، تضامناً مع قائد قبطانية الميناء. كما أن تنظيماً حقوقياً هو الآخر، عبر عن تضامنه مع ضحية ميناء طنجة، واستعداد مساندته قضائياً.. تفاعلات هذا السلوك الإنفعالي والمتسرع، الصادر بكثير من التحدي والعناد كاد أن يتحول إلى مواجهات خطيرة بين ركاب الباخرة المفرج عنهم، وما بين المسؤولين المحليين والولائيين الذين تدخلوا بطلب من كبار المسؤولين بالرباط، حيث أن الركاب، بمجرد فتح بوابة الباخرة، انطلقوا بسياراتهم في اتجاه ممرات المراقبة الجمركية والأمنية، وكاد بعضهم أن يدوس بعض المسؤولين بمن فيهم عناصر من الشرطة.. المشكل تفاقم من عدة جوانب، فبالنسبة للركاب الذين أرغموا على طبع جوازات سفرهم في طوابير خانقة، ثاروا في وجه كل من صادفهم من المسؤولين، وأعلنوا عن إبلاغ شكاويهم، للمسؤولين كما صرحوا بذلك لإحدى الفضائيات المغربية ، أما بالنسبة لقائد قبطانية ميناء طنجة، فإنه أصر على متابعة المسؤول الأمني ، ورفع شكايات في الموضوع لكل المسؤولين على مختلف المستويات.. وبموازاة مع حصار باخرة (ابن بطوطة).. والاعتداء والتهجم على المسؤول الرئيسي عن الملاحة البحرية، انفجر مشكل آخر، ألا وهو ركوب حوالي (700) مسافر على متن باخرة (باناصا) دون طبع وختم جوازات السفر، بسبب وجود شرطي واحد يقوم بعملية الطيع لجميع الركاب الذين يصل عددهم إلى حوالي (1.200) راكب وراكبة. أما في المحطة الشرقية، فإن باخرة (رورو) التي خصصتها شركة (I.M.T.C) لنقل الشاحنات فإنها بقيت طول النهار وبقية الليل في انتظار الإجراءات الأمنية والجمركية المتباطئة.. ونشير بأنه لأول مرة، يقوم والي الأمن وكبار المسؤولين بالولاية، وإدارة الميناء، والجمارك والملاحة التجارية وقيادة الميناء وغيرهم، بالتعاون فيما بينهم لمواجهة مضاعفات، هذا اليوم المشؤوم .