وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية المسؤولة عن تقنين وترخيص المنتجات الطبية والغذائية بالبلاد مؤخراً، على استخدام جهاز لعلاج مرضى اضطراب الوسواس القهري الحاد يزرع بالدماغ. ويعمل الجهاز منظما لإيقاع نشاط الدماغ، فهناك قطب كهربائي مزروع بالدماغ وأسلاك تمتد تحت سطح الجلد متصلة بمولد كهربائي مزروع أيضاً بجسم المريض، حيث يتمكن الأطباء المعالجون من التحكم بزيادة أو خفض التنشيط الكهربائي. وذكر قائد فريق البحث الذي أجرى الدراسة على الجهاز د. بنجامين غرينبرغ أنه سيتيح معالجة لقسم من مرضى اضطراب الوسواس القهري الذين استمرت حالاتهم المرضية الحادة، رغم الاستخدام القوي للأدوية والعلاج السلوكي الإدراكي. وحسب خبراء مطلعين على الجهاز فهذه المعالجة لا تستهدف معظم مرضى اضطراب الوسواس القهري، نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها زرع الجهاز بالدماغ. وذكروا أن المعني بها هم الذين يعانون إعاقة بالغة بسبب اضطراب الوسواس القهري، لدرجة أنهم فقدوا كثيراً من مظاهر وعناصر الحياة فأصبحوا عاجزين عن العمل أو الخروج من البيت. وتحسنت حالات بعض المرضى المشاركين بدراسة غرينبرغ تحسناً ملحوظاً بما يمكنهم من العودة إلى العمل، والدخول في بعض العلاقات والمشاركة في الحياة مرة أخرى. غير أن هناك بعض المخاطر، فمن بين 26 مريضاً شاركوا بالدراسة، تعرض 23 مريضاً لأحداث سلبية جسيمة، بيد أنه تم استدراكها بدون أضرار دائمة. لكن هذا الإجراء العلاجي الكهربائي ينطوي على مخاطر نزف والتهاب بالدماغ تهدد الحياة. وتتطلب المعالجة باستخدام تنشيط الدماغ العميق فريق خبراء متعدد التخصصات من أجل اختيار المرضى الملائمين لها، وزرع الجهاز، وضبط التنشيط الكهربائي بالدماغ، ورعاية ومتابعة المرضى على المدى البعيد.