بعد انفتاحها في السنة الماضية على الناقد السينمائي المتميز الأستاذ مصطفى المسناوي وتكليفه برئاسة لجنة تحكيم مسابقة الدورة 14 ، ارتأت ادارة مهرجان السينما الافريقية برئاسة شيخ النقاد السينمائيين الأستاذ نور الدين الصايل ، المدير الدائم لمؤسسة المهرجان منذ احداثها والمدير العام للمركز السينمائي المغربي منذ سنة 2003 ، أن تنفتح هذه السنة على وجه آخر من وجوه النقد السينمائي بالمغرب متمثلا في الأستاذ الجامعي محمد الدهان . وهذا الاختيار يمكن اعتباره ، في حد ذاته ، نوعا من التكريم لهذا المناضل السينمائي المحنك ، على الواجهة الثقافية ، الذي مارس التنشيط السينمائي منذ أواخر الستينات من القرن الماضي داخل "الاتحاد المغربي للنوادي السينمائية " وبعده في اطار " الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب " ، التي يعتبر أحد مؤسسيها البارزين يوم 11 مارس 1973 الى جانب الأستاذ نور الدين الصايل وآخرين . وهو تكريم فني يأتي بعد تكريمه العلمي في ماي الأخير بكلية الآداب والعلوم الانسانية أكدال بالرباط حيث يعمل كأستاذ للتعليم العالي متخصص في السوسيولوجيا . واذا كان الأستاذ مصطفى المسناوي معروفا بحضوره المنتظم في صحافتنا المكتوبة عبر كتبه ومقالاته النقدية وأركانه الساخرة ، يا أمة ضحكت ... نموذجا ، وابداعاته القصصية والسيناريستية وترجماته لنصوص بعض كبار المفكرين وعلماء الانسان وأبحاثه الفكرية والسينمائية وتغطياته لبعض كبريات المهرجانات السينمائية العربية والأروبية وغيرها ، فالملاحظ أن الأستاذ محمد الدهان ينتمي الى فصيلة المثقفين المغاربة الشفويين الذين لم يعطوا أهمية لتدوين أفكارهم وتحليلاتهم ومواقفهم وتصوراتهم لواقعنا الثقافي والفني ، ورقيا أو الكترونيا ، الا في السنوات الأخيرة ، حيث نشر بعض المقالات والأبحاث السوسيولوجية والسينمائية وفتح مدونة خاصة به على الشبكة العنكبوتية mohanedahan.over-blog.com ، منذ نونبر 2009 ، ضمنها بعض كتاباته المتمحورة حول السينما والتلفزيون تاريخا ونظرية وأخبارا وتغطيات وغير ذلك . لقد تربى الصديق محمد الدهان في أحضان حركة الأندية السينمائية منذ كان تلميذا بالثانوي في مكناس ، وزاد ارتباطه بهذه الحركة الثقافية عندما انتقل الى الرباط لمتابعة دراسته الجامعية في الفلسفة وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا وغيرها من العلوم الانسانية ، حيث تحمل مسؤولية تسيير أول مكتب وطني لجامعة الأندية السينمائية برئاسة صديقه نور الدين الصايل وعضوية عبد الرزاق غازي فخر وأحمد الغزالي ، رئيس الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري منذ تأسيسها الى حدود الأشهر الأولى من سنة 2012 ، وآخرين ، وكان واحدا من الذين أسسوا تظاهرة السينما الافريقية بخريبكة سنة 1977 الى جانب نور الدين الصايل وغازي عبد الرزاق وأطر النادي السينمائي بخريبكة والمكتب الشريف للفوسفاط كعبد الحق بوزيد وغيره . شاهد الدهان المئات من روائع السينما العالمية وقرأ العديد من الكتب والمجلات السينمائية وشارك في جملة من الندوات ولجن التحكيم والمهرجانات السينمائية الوطنية والأجنبية ونشط العديد من جلسات مناقشة الأفلام ونظم تظاهرات علمية جامعية ونشر بعض المقالات في منابر مختلفة وأنتج ونشط من 1987 الى 1990 برنامجا تلفزيونيا بعنوان " الشاشة الكبرى " بالقناة الأولى للتلفزيون المغربي استضاف من خلاله العديد من وجوه السينما الوطنية والعربية والعالمية . ويعتبر حضوره في أي مهرجان سينمائي مكسباوذلك لأنه يضفي حيوية ملحوظة على الجوانب الثقافية لكل مهرجان بفضل ثقافته السينمائية الموسوعية وتدخلاته العميقة في الندوات وجلسات مناقشة الأفلام وغيرها . فتحية للصديق محمد الدهان بمناسبة اختياره ، عن جدارة واستحقاق ، رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الدورة 15 لمهرجان السينما الافريقية بخريبكة ، ومزيدا من التألق لنقادنا السينمائيين .