عن منشورات القلم المغربي بالدار البيضاء ،صدرت الطبعة الأولى من "كتاب الأيام ، أسفار لا تخشى الخيال " لشعيب حليفي ، والذي يقع في 209 صفحة ، متضمنا ثمانية نصوص رحلية إلى مدن عربية : طرابلس والقاهرة والرقة والرياض والدوحة وقرطاج .وقد ذيلها الكاتب بثلاثة فهارس مضيئة للأعلام والأماكن والأشعار والرسائل ثم الحكايات التي شكلت ملمحا جديدا في هذا الكتاب . ومما جاء في تقديمه لمؤلفه السابع هذا الذي يصنفه مابين الرحلة والرواية : " كتابُ الأيام ..هو خُلاصة إبداعية جمعت بين السفر والكتابة ، لتُنتج نصا ثقافيا واحدا من فصول ومرايا تُسمى : طرابلس والقاهرة والرقة والرياض وقطر وتونس ،تعكس في ضوء شموس التخييل حالات المسافر والكاتب ، ما أرى وما أريد رؤيته وجُلّ ما يختمرُ بوجداني قبل ذاكرتي، وما أحبّ ُكتابته ... فأدوِّنُ كلَّ ذلك بلُغتي وصوتي ، قريبا من نفسي ومن الأمكنة، بما تحمله وتُخفيه ... وفي كل ذلك، أجنحُ إلى حكي حكايات وفضاءات بأبعاد رمزية موازية ، أُرَوِّضُ بها الفراغ الممكن والصمت اللاممكن، حتى أستطيع قول ما لم أقله ، والكلام في ما لم أتكلم فيه .أجمعه لأخلطه كما أشاء ثم أذروه في نفسي منتظرا طلوعه كلمات حية تمشي أمامي . كثيرا ما تساءلتُ عمن أكون خلف هذا النص .. وقبله من أكون في تلك الرحلات ؟ المسافر الملتقطُ لكل مدهش يملأُ به جِرابه أم الكاتب الذي يُجرِّبُ الوقوف على حافَّة العين المفتوحة ؟ يُطرِّزُ ،على مآقيها ، حريته بمداد التخييل..بحثا عن شكل جديد في قول السرد ، فأكتبُ رواية رحلية أو رحلات روائية ..تمنحني لحظات أكون فيها فارسا في سياق البحث عن مخازن بعيدة أُخبئُ فيها شوقي للكتابة والتخييل والتأويل، وللحافاَّت الخطرة للنصوص النائمة التي تستفيق بداخلي، وأنا هناك في حالات السفر، فتجيءُ روايات قصيرة، لم أفهم في البداية علاقتها بالمكان والزمان .وكلما بدت غارقة في الخيال أحسستُ أنها الأقرب إلى حقيقة الرحلة . لو قيض لي إعادة كتابة كل رحلة رحلة لدونتُ نصوصا أخرى ضاعت ثم عادت ، أحس بها راقدة في مخابئ من روح وتراب، مثل بذرة في وجداني . "(ص7و8).