أمتلأت خلاصتُه ... ولم يدر ماذا سيكتب وقد حان وقت سفرها ... أراد تغيير إعدادات الحساب ليسمح لنفسه أن يشطب الجدار الذي خلف صورته ولأن خياله أصابه المرضُ مذ وجدها أمامه فلم يعد الانتقال وارداً من متاهة لمتاهة كما كان يفعل سابقا لذلك زخرف المكانيةَ الصغيرةَ التي تظهر فيها لندن على الخارطة ولأن ذلك لايؤدي الغرض كما يريد فقد سارَ لأقرب مقهى يستطع من خلالها رؤيا الطائرات في خطواتها الأولى نحو السماء ، كانت (عجيرش) في تلك اللحظة تَفد إليها وتباعا الوجوه التي كساها الحنين لبلدانها وكان قسم من هولاء يقضون على ذلك الحنين مؤقتا بلعبة الزّهر أو الشطرنج أو الدومينو وهم يحتسون أنواعا من السوائل الحارة وكنت أهم بنفسي مع تلك الخيالات وكان خيالي قد تمدد على مساحة مكشوفة من الرمال في حين أوى جسدي الى مقعد منعزل على حافة الشاطئ يترقب السماء ، كانت الفطنةُ الألهية قد أهدت لي نشيدا عزفه جوالا هنديا من مزماره المعدني فأنتقلت نفسي مفرطة بأشتباهاتها ومجاعتها للتمرد وبطبيعة الحال أدركت أن المقارنات لن تكون شكلية ولن تكون الأقوال المأثورة ملجأ لتطييب الذات ولن يكون الهيام العاطفي إلا وسيلة مؤقتة لتمرير الجفاف وتصنيف مامر من النتائج ، في هذه اللحظة أنقذ أشتراكي السمعي من نادى على سندويج ومن نادى على أركيلة وشاي حليب ومن أستّلف صحيفة من جواره وفي هذه اللحظة أيضا حَطَ بجعٌ جميلٌ على المسافة المُسورة بالورود وألتقط بذرة ولف حول مساحة مائية وراح يُطبش بأقدامه ليثير نافورات الماء وليمسني ذلك على نحو مباشر كرهت أن تكون الأشياء موضوعية وعادلة ولها أهميات تاريخية كرهت مبدأ المقارنة الدقيقة للواقع ... وبناء العبارة بعناية لكبح اللسان وبالتالي لابد لي أن أصور أفكاري وأن أستطعت ومرت الطائرة لاحاجة أن أرمز لها ولا حاجة لكائنات دانتي الخيالية ... وتسألت ولكن كيف نعلو على الوجود الأرضي ...؟ نطقَ مُنبهُ ساعتي وتحقق من الأرتباط الذي بيننا وتحققتُ من باطني الذي ينتصر دوما على ظاهري ولكن شيئا فشيئا ينحل الأنسان مع القدر ويستسلم للإستجابة النهائية فيكون طيعا لأستيعاب الأخرين إن كانوا من عصر القوارض أو من ركاب السفن الفضائية ، مرت في بالي ثنائيات مترابطة ومتشابهة وبعضها متناقضة ومتضادة قريبا من العام الجديد والذي ظهر لي بالأمس أسفل شاشة الكمبيوتر بباقة ورد وقطع من الحلوى وبدايات مشجعة في أن أترك مشاعري تفيض لأن البحر الذي أمامي يعاني شحة من تكريس خيالي لسواده البعيد ، مرت الصور التي شكلت الفردوس أمام ناظري وتلك التي شكلت الجحيم وبينهما قلت بأني قادر على التعبير عن حالتي بأفضل ماأريد حين نظرتُ الموجَ تأكدت تماما أن الطائرة المبتغاة الى لندن ستمر الأن لأن أسراباً من البجع راحت تكتب على الماء وهي تنظر لي (ماذا ستكتب وقد حان سفرها .. ماذا ستكتب ) سمعتُ الأزيز ولمحت النافذةَ المدورةَ وأتجاه الجناح وناديت العامل على قنينة ماء في حين بدأ المدُ ولامسَ حافة المقهى ،، أعتقِد بأنها بشارةُ خير لعام جديدٍ أعتقدُعاماً جديداً غالٍ لغاليةَ ولأحلامها البيضاء ولمن كان على شفاهها وضمن مساحتها الجغرافية ،