أمام مبنى كبير، بابه كبير، يرفرف فوقه علم كبير، تجمهر حشد كبير يحملون صورا لأشخاص مفقودين يترنحون من شدة العياء، و الشمس الحارقة تجفف جلودهم المتشققة خرج من المبنى رجال يرتدون بذلات و ربطات عنق أنيقة يحملون أكياسا مملوءة بقنينات ماء معدني وزعوها على الحشد ثم عادوا إلى المبنى ليظهر من الجانب الآخر رجال آخرون في زي رمادي يحملون هراوات غليظة، وجهتهم الحشد المتجمهر، لما صاروا وجها لوجه نفخوا في هراواتهم، تحولت إلى باقات ورد أهدوا كل واحد منهم باقة، و انسحبوا بهدوء قبل ان يوشك البحر على ابتلاع الشمس، انصرف الحشد ليتجمع في صبيحة اليوم الموالي، ليجد ان مآربه قد تحققت مع طلوع الفجر. هكذا انتهى حلمي الذي أجهز على نصف ساعة من وقت عملي.