خصصت مجلة عالم الفكر الفصلية عددها الثاني من المجلد الأربعين فصل أكتوبر- ديسمبر 2011، لموضوعة الحجاج،الذي شارك في مقاربته مجموعة من الباحثين المتخصصين من المغرب والعالم العربي، وتضمن العدد عرضا لكتاب ( الحجاج: مفهومه ومجالاته : دراسات نظرية وتطبيقية في البلاغة الجديدة ) أعده الدكتور عبدالنبي ذاكر من المغرب، الذي أشاد بالعمل المهني لمنسق ومقدم الكتاب الضخم الواقع في 1665 الدكتور حافظ إسماعيلي علوي، الذي وسع من دائرة المشاركة لتشمل عددا من الباحثين المتخصصين الرواد والجدد المنتمين لأقطار عربية مختلفة، كما حرصه على تقريب التذبذب المصطلحي وتعدده، وتوحيد الاختلافات القائمة بهذا الصدد. ونقرأ للدكتور محمد الولي، مدخلا إلى مفهوم الحجاج انطلاقا من بلاغة أفلاطون مرورا بمثيلتها عند أريسطو وانتهاء بشايم بيرلمان في كتابه ( مصنف الحجاج : البلاغة الجديدة). ويحلل الدكتور حسين بنوهاشم من المغرب بلاغيا المبحث الثالث من كتاب الدكتور محمد العمري ( دائرة الحوار ومزالق العنف : كشف أساليب الإعنات والمغالطة )،أما الباحث المغربي الدكتور رضوان الرقبي فيتتبع آليات اشتغال الاستدلال الحجاجي التداولي، ويناقش الدكتور حسن خميس الملخ من الأردن مسألة الحجاج في النحو منطلقا من الدائرتين المركزيتين التي يعمل النحاة وفقهما، محددا المقصود بالحجاج في النحو، ومناقشا ركنيه ( السماع والقياس) ومسالكه. ويسعى الدكتور محمد مشبال، من خلال دراسته ( التصوير والحجاج : نحو فهم تاريخي لبلاغة نثر الجاحظ)، إلى إعادة بناء مفهوم بلاغة نصوص الجاحظ تاريخيا، وتأطير بعض الأسئلة المتجددة التي تطرحها. ويقترح علينا الباحث المغربي الأستاذ رشيد الراضي قراءة في مفهوم الموضع وتطبيقاته في الحجاجيات اللسانية عند كل أنسكومبر وديكرو، أما الباحث التونسي الدكتور حاتم عبيد فيعرفنا بمنزلة العواطف في عدد من النظريات الحجاجية مختبرا الفرضية القائلة بأن العواطف موضوع متنازع بشأنه، وعليه تدور عملية البناء الحجاحي . وتنتهي المقالات بدراسة هامة للدكتور عبدالرزاق أستاذ كرسي اللسانيات العامة بنور يلفت فيه نظر الباحثين إلى مفهوم التأصيل الشعبي بوصفه جنسا حجاجيا أهمله الدارسون طويلا. وتضمن العدد الجديد من مجلة عالم الفكر، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت في تقديمه تنويها للكتاب والباحثين عن المستجد في الخط التحريري للمجلة القائم على عدم الاقتصار على محاور محددة، داعية إياهم إلى إرسال نتاجاتهم التي ستخضع للتحكيم العلمي.