يحتضن المركب الثقافي محمد السادس بالدارالبيضاء يوم الأربعاء 16 نونبر الجاري ابتداء من السابعة مساء حفلا تأبينيا للفنان المسرحي والسينمائي الراحل مصطفى سلمات ، الدي وافته المنية يوم 3 أكتوبر 2011 بالبيضاء ، ودلك بمبادرة من جمعية شدى البيضاء وبتعاون مع جمعية نادي الأضواء ومجلس مدينة الدارالبيضاء الكبرى . يتضمن برنامج هدا الحفل التأبيني ، المتزامن مع الدكرى الأربعينية لوفاة هدا الممثل الصادق والأصيل ، معرضا لصوره وتلاوة آيات بينات من الدكر الحكيم وباقة من الأناشيد الدينية بمشاركة مجموعة من الفنانين الذين أبوا إلا أن يحضروا هذا الحفل التضامني مع أبناء الفقيد وأسرته الفنية ، كما سيعرف الحفل عرض روبورتاج سمعي بصري عن مسيرة سلمات الفنية الطويلة والقاء شهادات في حقه من طرف ثلة من الفنانين الدين عايشوه ، اضافة الى لوحات مسرحية من تشخيص طلبة المعهد البلدي وحفل شاي . فيما يلي ورقة تعرف ببعض جوانب مسيرته الفنية في المسرح والسينما والتلفزيون : الراحل مصطفى سلمات: "بوهالي" المسرح والسينما والتلفزيون بالمغرب الراحل مصطفى سلمات /1944 ~ 2011 / فنان متعدد المواهب جدبه المسرح اليه مند مراحل الدراسة الابتدائية والثانوية فانخرط في عوالمه كممثل مع فرق هاوية ومحترفة واحتك بكبار المخرجين والممثلين المسرحيين المغاربة أمثال أحمد الطيب لعلج والراحل فريد بنمبارك ومحمد الخلفي وعبد اللطيف هلال والراحل مصطفى التومي و عبد العظيم الشناوي و عبد القادر البدوي والطيب الصديقي ، الدي ارتبط بعوالمه المسرحية مند سنة 1965 ورافقه في مختلف مغامراته الفنية ، وعبد القادر مطاع والشعيبية العدراوي ونعيمة المشرقي ومحمد الحبشي وصلاح الدين بنموسى وغيرهم كثير . وشكل انضمامه الى مسرح الصديقي مند لحظة اشراف هدا الأخير على ادارة المسرح البلدي بالدارالبيضاء وعبر سنوات طويلة فرصة دهبية للتكوين الرصين والشامل في مختلف جوانب وتقنيات أب الفنون بعد دروس الفن الدرامي التي تلقاها مند سنة 1962 بالمعهد البلدي للمسرح والموسيقى ، الى أن أصبح مرجعا لايستغنى عنه في فنون الفرجة . لقد دفعه عشقه الصوفي للمسرح وعوالمه الى التضحية بالعديد من الوظائف وعدم تتويج دراسته الثانوية بالحصول على شهادة البكالوريا . مارس سلمات الى جانب التشخيص في المسرح والسينما والتلفزيون فنون الغناء والعزف على بعض الآلات الموسيقية وكتابة نصوص زجلية والمساعدة في الاخراج المسرحي واخراج بعض المسرحيات ك " لهبال فلكشينة " و " أيام زمان " و " قلوب لحجر " و " ضلعة عوجة " و " البغلة هدا شهرها " في اطاري مسرح الهواة والمسرح الاحترافي وغير دلك ، وريبيرتواره المسرحي كممثل وتقني يزخر بعناوين دالة ندكر منها ما يلي : " الناعورة " و " ثمن الحرية " و " مدينة النحاس " و" سلطان الطلبة " و" محجوبة " و " سيدي عبد الرحمان المجدوب " و " سيدي ياسين في الطريق " ، التي صورت للتلفزيون المغربي سنة 1967 وحولها الطيب الصديقي الى فيلم سينمائي من اخراجه سنة 1984 بعنوان " الزفت " ، و " مومو بوخرصة " و " حليب الضياف " و " عطيل " و " الأكباش " و " مقامات بديع الزمان الهمداني " و " الغفران " و " بوكتف " و" أبو حيان التوحيدي " و " ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ " و " حكايات بلا حدود " و " بوغابة " و " السحور " و " الحراز " ... أما أعماله التلفزيونية فقد انطلقت في عقد الستينيات من القرن الماضي واستمرت على شكل مسرحيات صوها التلفزيون المغربي، وتلت دلك مشاركته في دور القاضي في احدى حلقات برنامج " محاكمات فنية " ، الدي كان يشرف عليه الشاعر والصحافي عبد الرفيع جواهري ، وتعاونه مع المصري المقيم بالمغرب الراحل يسري شاكر في سلسلة حكاياته الشعبية ك " زهور وقدور " و خاصة " للا غنو " التي حضر فيها مصطفى سلمات كراوي ومؤدي للأغنية المصاحبة للجينيريك . ويمكن اعتبار سلمات عنصرا ثابتا في جل أعمال المخرجة التلفزيونية المتألقة فريدة بورقية مثل " المجدوب " و " جنان الكرمة " و " الدار الكبيرة " ...، بالاضافة الى أعمال أخرى من توقيع مخرجين آخرين كجمال بلمجدوب في " خلخال الباتول " وأمين النقراشي في " الجوهر الحر " وغيرهما . وتتضمن فيلموغرافيته السينمائية عدة عناوين ندكر منها الأفلام المغربية القصيرة " العرض الأخير " لنور الدين لخماري و " لحظة حلم " لمحمد فاخر و " نوح " للراحل محمد مزيان و " شوف تشوف " لأمين النقراشي و " جزيرة يوم ما ... " لعز العرب لمحرزي العلوي و " بركة " لمصطفى القادري و " نهاية اللعبة " لعبد الواحد الموادين و " انتظار " لعلي الدرماوي و " طيارة الورق " لعز الدين الوافي و الأفلام الطويلة " حلاق درب الفقراء " للراحل محمد الركاب و " للا شافية " لمحمد بن عبد الواحد التازي و " الزفت " للطيب الصديقي و " أيام شهرزاد الجميلة " لمصطفى الدرقاوي و " ريزوس دم الآخر " للراحل محمد لطفي و " عبروا في صمت " لحكيم نوري و " الناعورة " لعبد الكريم الدرقاوي والراحل ادريس الكتاني و " خيط الروح " لحكيم بلعباس و " حديث اليد والكتان " لعمر الشرايبي وغيرها بالاضافة الى مشاركته في بعض الأعمال الأجنبية المصورة جزئيا أو كليا ببلادنا مثل " ريح توسانت " لجيل بيهات و " ألف ليلة وليلة " لفليب دو بروكا ...وتجدر الاشارة الى أن الفنان الشامل مصطفى سلمات ، رغم قدراته التشخيصية الهائلة ، لم تتح له السينما فرصا لتشخيص الأدوار التي كان يحلم بها ودلك لأن جل الأفلام التي شارك فيها كانت أدواره فيها جد ثانوية باستثناء بعض الأفلام القصيرة التي تألق فيها وعلى رأسها فيلم " العرض الأخير " للخماري .كما تجدر الاشارة أيضا الى أن شخصية " البوهالي " أو " الهداوي " ظلت مرتبطة بأدواره في المسرح والتلفزيون والسينما مند تشخيصه الرائع لدور البوهالي في مسرحية الصديقي " مدينة النحاس " الى جانب الممثلة القديرة الشعيبية العدراوي سنة 1966 . لقد عاش سلمات متيما بالمسرح ، عاكفا في محرابه ، لم تغره الماديات كما أغرت غيره ، ومات بيولوجيا عزيز النفس رغم وطأة المرض اللعين ، لكن فنه لن يموت وسيظل دكره ساريا في تاريخ التشخيص المسرحي وغيره لأنه ممثل أصيل يقطر انسانية .