تحجّر الضوء الأخضر تحت عيوني وأنا أطوي آخر صفحة من مجموعة الشاعر أحمد حمدي (( انفجارات )) ولعل هذا التحجر جاء ويجيء نتيجة تأرجحي بين ركام المصطلحات النقدية التي أحصى عددها ( داميان غرانت )) ونقلها خلدون الشمعة في كتاب له ب25 مصطلحا للواقعية فقط ، و" اعتقادي " الأجوف أن مثل هذا العمل قد أخذ بالدراسة من قبل ، غير أن إيماني بوجوب المساهمة لدفع حركتنا الأدبية إلى الإمام – خاصة ونحن نعلم افتقارها إلى الدراسات النقدية جعلني أجلس القرفصاء تأهبا لخوض غمار مضامين هذه المجموعة التي تعد بحق إحدى اللبنات الأساسية في إرساء ودعم صرح الكلمة المجنحة في الفترة مابين الستينات وأواسط السبعينات ، حيث تمتد قصائد المجموعة عبر مسافة تقدر بتسع سنوات ( من 65 إلى 74) حسب تواريخ القصائد . هذا ولا أزعم أن تأهبي يساوي تأهب الفارس المغوار الذي يشق الأمصار ، وإنما هي محاولة استقراء ما جادت به مخيلة الشاعر أحمد حمدي ، حسب إمكاناتي ومؤهلاتي المتواضعة ، لأن العملية النقدية ، - في اعتقادي - يمُّ في غوره يسبح " السابحون "و"السابحون " معروفون ، حتى لا أقول " السباحون " . لكن من وجهة أخرى كما يقول المثل الشعبي (( من قطرة لقطرة حتى تصير غدير )) ومن هذا وهنا ، فأنا أغرف غرفة وآخر يصب دلوا .. وثالث ينهل ، رابع يسبح على السطح ، وخامس لا أدري ما ذا يفعل ، وهكذا تدور مطحنة العملية الأدبية . وعلى صعيد مواز أشير إلى النقد – في قناعتي – لم يعد طرحا ركاميا للمدارس بقدر ما هو غوص إلى أغوار المادة الإبداعية ، لأن كل متلق يشعر بالنشوة أو الاشمئزاز مهما كانت درجة إلمامه بالمدارس النقدية وتجواله عبر ضفافها وأروقتها.، وإلا كيف نفسر الذوق الجمالي لدى الإنسان الذي يطرب لنشوة البارود وأغرودة الشحرور ؟؟ أو لزقزقة (( الرشاش )) بصرف النظر عن الطريدة : عدوا ، غزالة وديعة ، أو طفلا ، أو قطة جميلة لا تعرف من الكون غير الشمس والدفء ومداعبة الأطفال .. أقول هذا من باب مناشدة التواضع دوما ، إذ أمقت كل رجل عرف حرفا فأردفه بكبرياء لا تضاهي في ثقلها سعفا ... كما أنني لا أدعي لنفسي أنني سأستطيع ولوج خبايا المجموعة ،( بقدر اجتهادي حسب المستطاع ). تتربع المجموعة على 48 صفحة من القطع الصغير ، تختزن في أحشائها : 24 قصيدة . الأمل والانتماء والحسرة تتوزع رحلات أحمد حمدي على عدة خرائط في وطن واحد كبير .. يسوده القلق والتطلع إلى الأفضل .. والحسرة وشدة الانتماء ، فهو يناجي في يأس حبيبته في ((نخلة الميلاد ) أول قصيدة في المجموعة ، حيث لا يستقر- شأنه شأن بدوي يبحث عن الكلأ ، وكلأ أحمد حمدي يكمن في كونه مبعثرا بين بيادر الأمل والفقدان ، الأمل المطارد .. ليطعم ظمأه وشوقه ... وهكذا نجده يبحث عنه في كل الأقبية .. وأخيرا يعثر عليه بعد أن أضناه التجوال ..-في ركوبه للقدر المحموم – صهوة فرسه التي جابت أراضي الفيافي / آه عيناك إليك منذ أن قشرت خوفي وركبت القدر المحموم في ليلي عرفت الحب أطفالا وأقواس قزح يظفر بالحبيبة فيعانقها بعد شوق، ويجيء الميعاد (( يسقي نخلة الميعاد )) وتكتمل الرحلة التي نعيب عليها الشاعر ، لأنه أبدى اندهاشه وتخوفه ، وهو الذي ركب المخاطر ، على عكس الفارس المغوار / صدئ الرعب وغام الليل كدست فواتير المآسي فوق جفني.. .وتمتد رحلته بين المآسي والتطلع ليشرف في (( حارة الأشواق )).على آخر بقعة فيها ... يقطع نفس المسافة .. يحدوه نفس الأمل ، لكن هذه المرة دون جدوى : عبرت حارة الأشواق زائغ العينين أمضغ الصبار .. وفي (( أغنية )) يجدد الثقة بنفسه ، محاولا محو أثار الهزيمة ، لكنه لم يفلح دوما ، ويظل مهزوما بالرغم من محاولاته ... ويجر ثوب الحنان الرث : وما نمنا وطيفك في جفني تمثال حب ليلي اغتاله الأرق... اغتالني ... في ارتيابي الشوق والقلق نامت نجوم من أجل عينيك رائع .. عبق .. وفي (( تائه في مملكة القلق )) تبحر به هوة الاغتراب ، تزداد سحقا نحو متاهات لم يكن ينتظرها ..تنأى به المسافات بالرغم من محاولته إمساك طيفه وطيفها الذي أضحى فيما بعد دخان مدافئه حيث ترسو آماله وأمانيه ، يواريه أزمنة وأمكنة .. يبعده عن سفن الشمس المنتظرة ، المطلة وكذا الفجر المرتقب ، فلا يلبث أن يشد على فرسه وفرائسه المنبعثة و كذا مجدافه المكسور ... ويجد أن الغناء في مثل هذه الظروف ضرب من العبث ، فيستسلم .. حيث الصراخ في بئر مهجورة أمر مستحيل كذلك : ويجف حلقي .. فتموت أحلام الطفولة .. في المخاض .. وهكذا يرفع الراية البيضاء : وأنا أضيع بدون ركبي أتيه في قلقي .. ودربي ... ويظل الشاعر يبكي ويستبكي .. ولا من يجيب عبر (( غزال )) ((تحدي )) إلى أن يصل ((قمر الظهيرة )) المهداة إلى ناظم حكمت ، فيسكب عبراته على هذا الشاعر الفذ ، ويعلن من خلال دموعه أنه لن يسكت ولو سكت المغني : سكت المغني وما سكت .. ولم يفتأ الشاعر يعلن تحديه وانتماءه بالرغم من نكساته وانكساراته ، وهو الفقير الذي يشد زند (( لوركا )) في (( فقير على صليب لوركا )) كأنه (( يستشهده)) ويجعل منه مرادفا لرحلته المأساوية ، عله يكون شاهدا أمام التاريخ الذي يخطو خطوات إلى الوراء : تختفي شوارع المدينة .. ويركض التاريخ للوراء .. ثم لم يلبث كذلك يدعو إخوانه ، وهم من زمرته – إلى الوقوف على عتبات الحقيقة واستنطاقها ، بعد أن يبدي أسفه الشديد على موت (( لوركا )) الذي أدرك سرها : يا إخوتي لوركا على الصليب مات ، لأنه أدركها .. ساحرة الحياة .. وتزداد الهوة اتساعا ، ويبقى المنحى واحدا لا يتغير ، تموت كل أفراح الشاعر في المهد ، تشدها مخالب الزمن الرديء ، الصديء ، تمنعها من اللعب كالطفل المدلل ،،، تدغدغها بيد من شوك وخوف وحزن ، هذا ما تترجمه حروف قصائد (( مشكلة )) (( هاملت خارج المسرح )) و((سلة الدخان )) التي يجول فيها الدخان عاريا دون أن يأبه بمن حوله .. وهل للدخان رداء ؟؟؟ .. يشق شوارع الصمت واللطف والقسوة والناس في جلودهم يسبحون في برك السنين العجاف المفعمة بالذكريات الجميلة ، القبيحة ، والشاعر في بيداء يبحث عن همسة تأتي من (( حيفا )) الهمسة التي غادرت قلبه .. وعن ((هاملت ))" المخطوفة " من أحضان حبيبها والناس مجتمعون .. يتبارون " حول " مائدة الشطرنج في الساحات الواسعة التي تعج بالدموع والأفراح وقلق لأمهات ... وعن الوجه لمغموس في الوحل إلى آخر بقعة في الجبين ، لكنه يبدي دوما تحديه وصموده ووجوده .الصحو والانفجار والانبعاث .. من عبرات الشاعر يطل الفجر .. وتنهمر الأبحر ، وتنفجر الينابيع ، ...تصحو سماؤه ..ويحيا الانبعاث ..فبعد مخاض طويل ، عسير ، تتحول مجاري قصائده في المسار الثاني للمجموعة إلى (( روافد )) " إنبعاثية " بعدما ظلت أمدا طويلا حبيسة اليأس والكآبة ، فيغدو بها صاحبها غدوة أصيل محفوف بالتفاؤل والظلال الوارفة ، لكنها لا تعمر ، ولا تدوم . هذه جملة أطروحات الشاعر في الشطر الموالي من المجموعة ، وسنرى ابتداء من قصيدته (( قصائد إلى الفلاح )) كيف يتخلص أحمد حمدي من قيود الصقر – مؤقتا – وعيون التماسيح دون أن يخلع ثوب تحديه إلى أن يبزغ النصر ، فينبعث من جديد ويصحو من غفوة اليأس ، منتقما من زمن كان العقم فيه سيدا والفقراء عبيدا ...وسط دهاليز الصخر يشعل ثقاب النصر للفلاح ويرسم ابتسامة الشفاه اليابسة والسنابل الظمأى ، يسل الشاعر سيفه ، يحصد ظمأ السنين في كبرياء المتنبي شهامة عنترة .. ويتنبأ بفجر جديد لفلاح جديد / رغم سنين العقم تمتلئ الخوابي الكبيرة بالزيت ... والطحين ويتابع الشاعر نجواه للفقراء .. فيحدثهم في ((أحاديث للفقراء )) أتيت رغم الليل وعالم الدمار وهذه الأشباح والبخور حديقتي كانت وكنا حولها ندور وكانت السلاحف وينفلق الصمت ( صورة للشاعر انتهت ) من الصمت ذاته .. وينفلق الفجر من الفجر ذاته ، هذا الفجر الذي ظل خجولا كالمراهق الذي يخشى قهقهات الفتيات وترتسم الحروف ..تتفتح رؤى العاشق ، وهذه عيون الشاعر تنفتح على حقل منفجر وسماء تتفتق ، وأرض تتفتق أيضا وكون منبعث في (( انفجارات )) / ركبت حصان التحدي وبعثرت في النسغ حبا كظل سحابة إلى أن يقول في مقطع من نفس القصيدة : وأخلع هذي الأساطير ما طحلبت في عرقي فيسقط في القاع صمت الفواصل تحت الحوافر أكبر مثل الشجر فيصخب صوتي يدحرج كل هدر ويسبق كل كلام وتمر على الشاعر سحابة عابرة في (( كوحشة صبي )) ممزوجة بمزن وضباب وزن لكن الناقوس يقرع ، فيعوضها بنفح زهرة في (( الحزينة )) عندما ينعتها بالعظيمة ويرصعها عروسة على هودج النصر : وأنت عظيمة أكثر من الماضي الكئيب ومن جراحاته أما القدس الجريحة وهو عنوان إحدى قصائد المجموعة فيعانقها – رغم محنها - يحاول فك أغلالها ، داعيا العرب في صرخة وتأجج إلى قطع أظافر مختطفيها : فأصرخ يا دمي العربي تفجر أحرق التاريخ إن القدس فاتنة ومبيتة وليسمح لي الشاعر أن أعيب عليه بعض الشيء مباشرته وخفقانه في هذه القصيدة بالقياس مع قصائد المجموعة التي امتازت فنيا بنفحات شعرية ، علما بأننا نأخذ كمعيار لهذا التفاوت الفني المدة الزمنية التي كتبت فيها القصيدة ( 1967) هذا ويرتبط الشاعر – كليا – عبر غدوته هذه - بأشعة أفراحه التي انشقت من الأتراح والتمزق عاشه في مرحلته الأولى ، وهذا يتجلى واضحا من خلال قصيدة (( في مقلتيك )) المفعمة بالتفاؤل ، في حين يعاوده الضجر في (( كتابة على الجدران ))، فيتحسر بقوة أمام ما يزرع من دمار على الوجه الوضاء وهو المنتمي إلى قائمة الفقراء ، يحاول التخلص من تمزقه وآهاته ، غير أن النوائب وما تفرضه المآسي الحياتية لا تدع وجهه يصحو ويبتهج : وأنت يا حبيبتي ألم يجرح جبهتي في موسم الحضارة يغتالني فأرتمي في صوري القديمة ويضرب الشاعر بمطرقته الغليظة على الطاولة (( الكبرى )) كقاض عادل لاحظ ضجيجا وسط القاعة ، والقضية المطروحة أمام العدالة جوهرية وهامة : سقط الإقطاعي دم العدل ،، العدل ،،، سقط الظلم .. ويكبر إيمان الشاعر بقضيته التي يحملها على كاهله المثقل بالقضايا ..كل القضايا التي تجرح أحشاء الفقراء والمستضعفين في الأرض .. كما يعظم وجده ويدنو عيده ... المنتظر .. المرتقب ، فيما الأحزان تقبع على الضفة الأخرى ، تراقبه كعسكري مأمور ،،، ولا يستسلم هذه المرة حين يسافر إلى (( جيكور )) قرية بدر شاكر السياب التي ارتبطت كثيرا بأشعاره ، وإلى (( أنشودة المطر )) قصيدة السياب المشهورة ، فيستوحي منها أحمد حمدي رؤاه ، ويجتلي منها صبحه التائه ، في نعي للشاعر السياب والمهداة إليه قصيدة ((كان غريبا على الخليج )) ينتظر صبحه دائما دون هوادة في (( الصباح فوق الجبال ) وهذه المرة من الفيتنام ، موقع الأبطال ، الذين لقنوا الغزاة أروع دروس في التضحيات والنضال ،،، يتنبأ ببزوغ الفجر : .والمعتدون خفاش ليل لا يدوم يتسللون إلى المدائن في الظلام والصامدون جنودنا يتقدمون وتأتي قصيدته (( زهرة الياسمين )) مشحونة بالحزن الذي لم يفارقه أبدا ، ممزوجة بضياء الشموع التي أشعلها الشاعر في غياهب سجن كربه ، وتعتبر هذه القصيدة أعمق قصائد المجموعة لما تحمله من شحنات شعرية وصور مؤثرة ، تمكن فيها الشاعر من الغوص إلى قاع قضيته في نسج متماسك ، ولعل ما أفردها – فنيا – كونها تحمل أقرب تاريخ إلينا ( 1974) وتجيء بعدها ( ليس فنيا )) ( الفقراء والرماح ) المؤرخة في 1965، وهي آخر قصيدة في المجموعة ، يبحر فيها الشاعر صوب عالم الفقراء – ويعلن انتماءه لهم - يعصره الشوق إلى يوم منتظر ، يرافق فيها ابن بطوطة والسندباد في رحلاتهم ، يأكل لقيمات خبز معتقة بالسمن والعدم والضباب والجوع القاتل .. هذه الكسرة .. لا تصل الشاعر .. إذ يقول : ونحن الفقراء يا رفاق قلوبنا بالظمإ المحروق لعالم الخيرات . كلمة أخيرة : إذا جاز لي أن أقول كلمتي في الشاعر والدكتور أحمد حمدي من خلال مجموعته الاولى " انفجارات " ، أقول أولا أنني عمدت عنوة إلى أخذ جانب واحد فقط - في المجموعة – وهو الجانب التحليلي - بقطع النظر عن كونه نفسيا أو اجتماعيا ، كما أود أن أقول أيضا أن المجموعة تمتد من 1965 إلى 1974 ما عدا سنتي 1972 و1973 العقيمتين. الملاحظة الأخرى التي يمكن إبداؤها بشأنها أن الشاعر ظل انهزاميا بنسبة كبيرة إلى آخر سطر في المجموعة ، بالرغم من محاولة السيطرة على قواه التي لم تسعفه ، مما يفسر صدق لشاعر الذي لم يتماسك كثيرا وأطلق العنان للحزن الذي طغى على المجموعة ، حيث تأثر كثيرا / وقتها / بالتيار اليساري ، وقد عاصرته وعاشرته عن قرب / كشاعر وكرفيق وزميل وصديق في اتحاد الكتاب الجزائريين ، الأمانة التنفيذية ، حيث كنا نشغل معا مناصب أمناء وطنيين باتحاد الكتاب الجزائريين ( الهيئة التنفيذية ) / الفترة ما بين 1981 و1985 ، أعرفه أيضا أنه تشبع من ثقافة اليسار ، حسين مروة وغيره . هذا وتجدر الإشارة إلى أن ما يفسر هذا التوجه السوداوي تكرار كلمة ((قلق ) في قصيدة واحدة أكثر من أربع مرات ولفظة (( حزن ) عدة مرات عبر المجموعة ، مما يفسر أيضا وبوضوح أن (( انفجارات )) وانفجارات أحمد حمدي باطنية وأن القاموس المستعمل في تصفيف صور ورؤى قصائده لم يخرج عن إطار الحزن والقلق والانتصار المكبوت . أما الانفجار الذي عنون به الشاعر أحمد حمدي مجموعته لم يطف على سطح الواقع وظل انفجارا في بئر مهجورة . حقا انفجرت قصائد المجموعة ، أو حاول حمدي أن ينفجر من خلالها ، إلا أنه لم يستطع الخروج من شرنقته ، وهذا لا ينقص من قيمة الشاعر الفنية ، بقدر ما يدعوني إلى القول بأن المجموعة – فنيا - بعيدة عن هذا الظن ، وإنما ما أعنيه أن أحمد حمدي كان صادقا فيما طرحه مفعم بإيمان قوي بقضيته وتوجهه ، وهواجسه ، ومواجعه ، مع ملاحظة ارتفاع نسبة تشاؤمه إلى حوالي 75 بالمائة عبر المجموعة ، وهذا ما يقودنا أيضا إلى القول بأن الشاعر استوعب ايما استيعاب المرحلة التي عاشها بصدق وإيمان وتوجه إيديولوجي ، وكذا القضايا التي ظل يعانقها ويطرحها . في الأخير أستسمج الشاعر والقارئ معا إن جئت بما لا تتطلبه العملية النقدية ، لأنني كما أسلفت لا أؤمن بتراكم النظريات النقدية بقدر ما أؤمن بالغوص إلى الأعمال المطروحة ذاتها ، كما أنني ذاك ما أملك من امكنات وما فتئت أملكها ، وما هذه المحاولة ، إلا مجرد محاولة إلى الغوص إلى مكامن هذا الشاعر السبعيني ، إن جاز لي أن أقول ذلك كما أن هذه الوقفة غير كافية لتقييم عمل مثل هذا وغيره بالقدرات التي املك ، ولتبق نيتي في الأخير أنني ساهمت – مهما كانت المساهمة في الاقتراب منها ، فإن أصبت فلي أجران ، وإن أخطأت فلي أجر واحد عملا بقوله صلى الله عليه وسلم .