الشاشة تعرض جنودا مدججين وآخرين بلباسهم المدني، يتسلقون الأسوار ويهجمون على العجائز والشباب والأطفال الصغار، ويطأون بطونهم ورؤوسهم، كما تطأ الفيلة صغار النمل. وآخرون من فوق السطوح يطلقون النار على الأوراق المتحركة في الشارع. وفي الحارات القريبة أصوات الملايين تهدر كبحر غضبان يضرب الصخور بعنف مجنون. كل الشوارع سالت دما والعساكر لم تَرْتَو. ثَقبَ الرصاص الرؤوس والأجساد الغضة، وبقيت الخراتيش الفارغة شاهدة عند المنعطفات كيف يموت الإيمان داخل الإنسان.. قلت: يا رب..أَدَمُنا رخيص إلى هذا الحد؟؟ قال صاحبي: كُلّ العالم ينظر إلى هذا الدم المسفوح و لا يتحرك؟؟ وأضاف بعد أن نفث دخان سيجارته في الفضاء: الكبار لا يتدخلون حتى يضمنوا قسطهم من الحلوى. قلت، وقد كدت أن أنفجر حزنا: أمن أجل كرسي وكعكعة تزهق كل هذه الأرواح؟؟ رشف رشفة من قهوته المرة وقال: وأقل من ذلك!! وقلت بعدما نظرت إلى الوراء: عالم متواطئ منحوس، تْفُو..