ضمن فعاليات برنامج لقاء الأحد للقراءة (27/5/1432ه)، الذي تنظمه اللجنة النسائية بأدبي الجوف بالسعودية ، قدمت الأستاذة أميرة الثنيان رئيسة قسم المناهج بإدارة التخطيط بتعليم الجوف قراءة لكتاب : "حتى يغيروا ما بأنفسهم" لعمرو خالد، وطالبت بضرورة وجود استراتيجية واضحة لدى كل فرد ليقوم بتغيير نفسه، فالتغيير ليس مفهوماً اعتباطياً أوعشوائياً، مؤكدةً أن تشييد حضارة أي مجتمع لن يكون إلا بأشخاص يتمتعون برقي ونقاء في النفس والفكرة، مشيرة إلى أن مشاكل المجتمعات العربية وابتعادها عن تحقيق أهدافها يرجع إلى انغلاق كل ذات على نفسها مما يؤدي إلى مزيد من التقوقع والتشتت. بدأت القراءة باستعراض موجز لمضمون فصول الكتاب التسعة عشر، ثم تناولت أساليب تغيير الذات وكيف أن الذات المثقلة بسوء الظن والمشاعر السالبة تجاه الآخرين لا يمكن لها البناء أو العطاء، وختمت بباب : "حدد هدفك"، وقالت الثنيان أنه بقدر ما يكون الهدف كبيراً ستكون النتيجة كبيرة، وأكدت أن تحديد الهدف السامي والسعي لتحقيقه هو الخطوة الأولى لتغيير الذات ومن ثم المجتمع، كما ذكر المؤلف. وفي مداخلات الحضور ذكرت عواطف الطارف أن مقومات التغيير متاحة، وأن هناك توجهاً حكومياً ومؤسسياً لتغيير الذوات من سالبة إلى معطاءة، فهناك على سبيل المثال مركز الملك عبد العزيز للحوار وأحد أبرز أهدافه تغيير الذات وإكسابها مهارات التواصل مع كافة أفراد المجتمع باختلافهم. وفي مداخلة للأديبة ملاك الخالدي تحدثت عن النزاعات التي تثار في بعض المجتمعات العربية متعددة الطوائف والإثنيات، فتعطل البناء والنهوض ولا يمكن التخلص منها إلا بتغيير الأحكام المسبقة لدى كل فرد تجاه الآخر ثم بتعزيز مفهوم المواطنة. وفي مداخلة للدكتورة زينب سليم أشارت إلى أن بعض الكتّاب والمفكرين استطاعوا تغيير أبناء المجتمع وخصوصا الشباب، ورفضت فكرة سطحية الشباب التي تُطرح دائما، وركزت السيدة أم سلطان في مداخلتها على أهمية التربية، والتي تزرع القيم لدى الناشئ والمجتمع يساعد في تعزيزها سواءً كانت إيجابية أو سلبية، ووفقاً لها قد تكون مقومات التغيير موجودة أو مفقودة لدى الفرد، وأوضحت أن سبب عدم إسهام التدين في تغيير بعض الطباع السيئة لدى البعض يرجعُ إلى أن هذه الفئة ربما تربت على أخلاق معينة، فكان من الصعب تغييرها حتى بالتدين أو أنهم لم يفهموا الدين بشكل صحيح. وعلقت الأستاذة عزة البرجي مديرة إدارة الإعلام التربوي بتعليم البنات على مداخلة السيدة أم سلطان بأن هناك فرقاً بين الدين والخلق، مستشهدة بقول الرسول الكريم : "من ترضون دينه و خلقه"، لهذا قد نجد شخصاً متديناً بلا خلق والعكس صحيح، وهذا ما يفسر ارتفاع الأخلاقيات لدى بعض غير المسلمين، لأن مفهوم الأخلاق مفهوم إنساني عام. وفي نهاية اللقاء علقت الثنيان (مقدمة القراءة) على فكرة سطحية الشباب بقولها: "مجتمعنا ساهم بسطحية بعض أبنائه، فنحن الذين نوفر لهم كل ما يريدونه دون موازنة" إلا أنها أكدت على وجود نماذج مشرفة من الشباب المبدعين والمبتكرين، وشكرت النادي الأدبي بالجوف على برامجه الثقافية، التي تساهم في تغيير الواقع الثقافي، ثم تسلمت درعاً تذكارياً، وقامت بصحبة الحاضرات بجولة في مكتبة النادي باللجنة النسائية ثم معرض إصدارات النادي المجاني.