رحل الأصدقاء والأحلام الصغيرة تساقطت خلفنا كضباب هزيل وحدها سفن الميناء الراسية لا تزال تنتظر الأبد ترى هل حملوا بعض الصور لصناعة الذكرى ؟ وحدي أرعى هدا الغروب الأبيض أوصي الجبال ببعثرة الليل و بدحرجة الظلال كل رعاة الصمت الأعمى أصدقائي يا أصدقائي لن يجف هدا الوادي و الأشجار التي تألمنا لأجلها كثيرا سوف تظل هناك وارفة مثل الحياة الحياة هتاف الخائفين في أرض التاريخ في الأبيض الحزين على الضفاف البعيدة وفي ثلوج الغياب رحل الجميع ولن يكون كافيا أن أحرث أثر هدا الغياب أن أقتفي سمائي النحيلة عند المنحدرات على عتبات بيتنا العتيق في طريق الندم قاحلا كصحراء هناك دائما هناك في أقصى الأرض شرفة ما تقضم الجهات بأسنان البحر شاعر يطل على صوته في المرآة و يصرخ الليل يعكس ركضه فتستعيد الخطى رهبتها لأجله تتعطر اللغة بالمناداة ويبصر يبصر غصنا يلوح في حقل نور كالملاك قمرا يحترق و يتضاءل ليصير تفاحة جدولا يجف تائها بين الرمال لكنه يعبر دائما صوب ظله آسرا لحظة التيه فيه موقنا بأن ثمرة ما تنضج في جزر بلا رأس