إلى م انحت الماء سنابلا وشموع لأضرحة الرجوع وقراي تزحف بجدرانها المترنحة نحو أفواه الينابيع القديمة فيسيل لعاب جرّة لم تزل تشرب منها الرصاصات تسوقها ألوان ضباب مجهد من خلل الشحوب وأصغي إلى خطى العائدين بالنواقيس القديمة لأسمع ضجيج الصخور فوق جسد الماء وهو يستغيث فتتنفس الأصباح بالأرواح مدولبة كراريسهم وكراسيهم فوق رؤوس الآخرين كخلل الثلج تقسم أن تراك من بين أغلفة التلال وهي تقطر البرد على نوافذ الأكواخ الهزيلة هل ما تزال تنضح من ثناياك أودية الصبابة أم ما يزال يرزح فوق جبينك حلم تقطع في أحداق غابة صبها الأحلام في فكّي ذبابة كم مرٌ يثلج حاجبيك ويجر خطى الموقد المبلول بالنار حد الثمالة لجبينك النضاح بالأحزان عراق إلى م تعبدك الأرواح ائذن لها بالكفر آن الأوان لها كي تستريح والسلم المرفوع نحو سماك المدببة ينتشل الصباح من بطن الريح ويستلقي على ظهور المساءات المثخنة بالغيوم وجبينك المدرار في شراييني يتصيد الشعر من قفر البساتين كم نخلة منه تستباح في رؤى الزنابق والطين وتقسمت مختبئة جثث الأحياء وأنا بين رئتي خريف ابحث عن كتل جليدية أحفظ بها ما تبقى من آنية الدمع وأصابعي الزئبقية تسيل على نهدي حبيبة سومرية أنا مسرف وآلهة الحب تكرهني وتخلع عني قداستي فانا أجرأ العاشقين على اغتصابها أتغلغل بين القلاع القرمزية تأسرها غابات تفاحها الفضية أنا من اجلس المعاول على شفتيه وراح يرشف الرحيق بالرماد لعلٌ للأجفان منجى نحاسية الملمس وسادتي الحجرية لم تزل تشرب كل أفكاري وتغرس في رأسي زواياها الأثرية أجنحة الأغطية بلا ريش كمجداف يسبح في الرمال يأبى أن ينكسر أن تقبع الأحزان في قعر السكون أو ينام بثغور الزهر الجائعون أو يلوذ بالأمطار الظامئون أو ترى الأحلام يوما في العيون لا...لن يكون ذاك محال بل جنون أن ترقص الأطفال فوق أكتاف الجبال ما يزال الجرح يأكل الأجساد ما يزال أهاتي الثقيلة .... ترزح تحت وقر الليل البارد والتلال ...ما تزال تنسج من أرجل العناكب قبرا للظلال فنسيم البحر مثقل آلام الرمال بكل والخائنون يا وطني جاثمون على صدور الغيوم فأي مطر ينساب فيك اليوم وأيادي الدجى لم تزل تئن من البرد حين تكسرت شفاه الشمس فوق أغلفة الصخور فلا عبور اليوم إلا للممات لا عبور وتكسرت الأسماء في كنف الشعور كم حبيبة مات في قلبي هواها أنه قلب صار مأوى للقبور ورجعت أنحت في أضلع الريح أحزاني لتحملها ...بعيدا نحو أصقاع السكون عل في الأحزان مأوى للسنين خائفون ...كلنا خائفون أن نرى البسمة تورق في العيون خائفون ...خائفون