انطفأت شمعة المبدع السينمائي المتعدد المواهب ، المخرج والموضب والسيناريست والرسام والشاعر والروائي والقصاص والكاتب ، أحمد البوعناني (1938 2011 ) صباح يوم الأحد سادس فبراير الجاري بمسكنه القروي بناحية دمنات (آيت أومغار ) ، الذي فضل الإنزواء فيه رفقة زوجته الفنانة مصممة الملابس نعيمة السعودي بعد وفاة الباتول إحدى بنتيه . لم يكن هذا الإنزواء اختياريا بل فرضته معاناته مع مالكي الشقة التي كان يكتريها بالرباط منذ عدة سنوات ومضايقاتهم له من أجل الإفراغ وما ترتب عن تلك المضايقات من إحراق لجزء من أرشيفه السينمائي وكتبه والعديد من نصوصه المكتوبة بما في ذلك مسودة كتاب حول تاريخ السينما المغربية . إن هذا الحريق ، الذي لحق سنة 2003 بشقته المكتراة ، وموت إبنته الباتول العزيزة على قلبه هما السببين الرئيسيين اللذين عجلا برحيله من الرباط . لقد رحل هذا السينمائي المثقف والمرهف الإحساس بعد مسيرة فنية وأدبية طويلة حافلة بالعطاء على عدة مستويات ، انطلقت في منتصف الستينات من القرن الماضي بالتحاقه بالمركز السينمائي المغربي كموظف (1965 1998 ) ، بعد تخرجه من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس في تخصص المونطاج والسكريبت سنة 1963 ، واستمرت إلى تاريخ وفاته ، مخلفا وراءه تراثا من النصوص الشعرية ( أصدر منها ديوانين سنتي 1980 و 1981 وكتب تزاوج بين أشعاره وصور تلميذه الفوتوغرافية المخرج داوود أولاد السيد ) والمقالات والقصص القصيرة منشور بعضها بمجلة " أنفاس " ، التي كان عضوا في هيأة تحريرها تحت إدارة الشاعر عبد اللطيف اللعبي ، ومجلة " لام ألف (لا) " لزكية داوود وزوجها آنذاك محمد لوغلام ، وغيرهما ، ورواية بعنوان " المستشفى " صدرت سنة 1990 ، ومجموعة من السيناريوهات وغيرها ، وما يفوق الأربعين فيلما أخرجها أو شارك في إنجازها كسيناريست أو موضب أو مساعد في الإخراج أو مدير فني وتقني وغير ذلك . من فيلموغرافيته نذكر العناوين التالية : " طرفاية أو مسيرة شاعر " (1966) و " ستة وإثنى عشر " (1968) و " الذاكرة 14 " (1971) و " إيه يا زمان " (1972) و " كان حتى كان أو الينابيع الأربعة " (1978) و " وشمة " (1970) و " السراب " (1979) و " عود الريح " (2001) ... ، التي أصبحت تمثل علامات بارزة في تاريخ إبداعنا السينمائي.