بث حزنه وشكواه على ورقة صغيرة .. مذيلة باسمه وعنوان سكنه .. ثم ختم الرسالة بعبارة ( لمن يهمه أمري) ... طوى الورقة طيا، ثم دسها في عنق زجاجة صغيرة.. وبعد أن أحكم إغلاقها رمى بها إلى البحر.. أقفل عائدا إلى البيت، ولقد لفته السكينة.. فنام قرير العين في تلك الليلة ... بعد أيام من الانتظار طرق بابه رجال غرباء، أشداء، فاقتادوه إلى فيلا فخمة.. وفي المطبخ طرحوه أرضا .. كان هناك ثمة رجل أكرش.. كان قد شق لتوه بطن سمكة كبيرة.. يمسك بيده قارورة وبالأخرى ورقة ملطخة بروث السمك .. قيل له: إنك ماثل بين يدي مسؤول كبير، فاستقم ... وقال المسؤول الأكرش وهو يقذف بالسمكة الكبيرة في صندوق النفايات: إن أمرك قد همنا فعلا يابني .. فارتقب ، سوف نفسد عليك شهيتك، مثلما أفسدت علينا شهيتنا ..