طلابنا وطالباتنا الأماجد :- لقد فقدت القضية الفلسطينية رمزا من رموز الشعر الفلسطيني القومي والعربي الذي أفنى حياته في تجسيد معاني حب الوطن والأرض والهوية , ولقد رحل محمود درويش عنا وبقى إرثه النضالي والشعري حتى يعلم الأجيال القادمة النضال الوطني بالقلم والعلم والكلمة الصادقة والمقاومة الهادفة لدحر الاحتلال الإسرائيلي ونيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية . . . لقد بقى حلم محمود درويش في العودة إلى بلدة حيفا حلم مشروع و أمل مستمر ليجسد بذلك حلم الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني بالعودة إلى أرضه التاريخية. . . إن كتابات محمود درويش ودواوينه الشعرية ما هي إلا نموذج حي على الوعي الصادق بعدالة القضية الفلسطينية والنضال الفلسطيني المقاوم والإيمان العميق حتى أخر نفس فيه بالوحدة الوطنية طريق وحيد لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الهوية الفلسطينية والنيل منها من خلال استمرار الاستيطان وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967م. محمود درويش شاعر فلسطيني ولد بقرية " البروة " شرقي عكا عام 1942م خرج منها في السادسة تحت دوي القنابل في عام 1948م هاجر مع الذين خرجوا من فلسطين التاريخية إلى جنوب لبنان وبعد سنة تقريباً تسلل مع عمه عائداً إلى فلسطين درس العربية والانجليزية والعبرية إتهم بالقيام بنشاط معاد للكيان الصهيوني فطورد واعتقل خمس مرات 1961 , 1965 , 1966 , 1967 , 1969م , وفرضت عليه الاقامات الجبرية. حصل على منحة دراسية في موسكو عام 1970م فسافر إليها ولم يعد بعد إنهاء الدراسة إلى فلسطين حيث انتقل إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجاً على اتفاق أوسلو. له شعر كثير من دواوينه " عصافير بلا أجنحة " 1960م و " أوراق الزيتون " حيفا 1964م و " عاشق من فلسطين " 1966م و " يوميات جرح فلسطين " و " أخر الليل " 1967م جمعت هذه الأعمال الشعرية كاملة في ديوان " محمود درويش " ونشرتها دار العودة ببيروت 1971م ثم صدر له ديوان " أحبك أو لا أحبك " 1972م و " تلك صورتها " 1975م و " أعراس " 1976م ثم جمعت هذه الأعمال وغيرها في مجلد أخر سمي " ديوان محمود درويش نشرته دار العودة في عام 1977م. حصل درويش على جائزة اللوتس , ابن سينا , ولينين , ودرع الثورة الفلسطينية وجوائز عالمية أخرى وعدة أوسمة وترجمت قصائده إلى أهم اللغات الحية. قام محمود درويش قبل فترة وجيزة بزيارة حيفا بعد 40 عام من الغياب وكانت هذه الزيارة بمثابة حلم لإبن في لقاء أبيه الغائب جسداً الحاضر و جدانا في ذاته طوال سنين الاغتراب الطويل. توفى في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم السبت التاسع من أغسطس 2008م بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش. سيبقى محمود درويش خالداً في قلوب كل الأحرار والمناضلين المجد كل المجد للخالد محمود درويش سنبقى الأوفياء لهذه المسيرة الشعرية والمحافظة عليها