أعلن أمام العالمين أنني تعلقت بأهداب عرشك الفاسد وعبرت عن أسمى آيات الولاء والإخلاص ضارعا إلى الله عز وجل أن يحفظه هذا الذي منحني الرعشة الكبرى. فضضتِ بكارة طهري أنا الذي نذرت نفسي مدافعا عن عرشك راجيا من الله العلي القدير أن يحفظ أفراد أسرتك الضحايا وأن يقرك عينك بولي عهد. لم أكن أعرف حينما جلست بجانبك أنني سأقع في فخك. جمالك أغراني وحديثك لا ينبئ عن بائعة هوى. إسمهان ! حتى الاسم لا يناسب المهنة ، لعله إسم حَركي! سليلة الثقلين كيف تسربت إلى فراشي ممتدة بجانبي؟ أشعلي الراديو كاسيط. أحب ” مجموعة ناس الغيوان”. تبسمت بثغرها الرقيق الشفتين. كيف لجمالك لم يمنحك الزواج والاستقرار؟ هل الرجال يتلذذون بالجميلات ويتزوجون الطاهرات؟؟ احك حكاية حكت عن عشيقها إبراهيم ابن القائد. قالت: كان يشتمني ويصفعني ويركلني كما كان أبوه القائد يفعل بالمواطنين ومع ذلك كنت أحبه حد الجنون. من الراديو كاسيت يقاطعها صوت العربي باطمة الشجي : عمرني ما ريت الغزال تمشي بالمهماز عمرني ما ريت النخلة تعطي حب الغاز* ها هي ممتدة بجانبي تمشي بالمهماز، ماذا يمكنها أن تعطي غير حب الغاز؟؟ أتممي الحكاية قالت أن رجلا آخر كان من نصيبها. تاجر ثري جدا. ولما انتقلت من منزل عائلتها القصديري إلى بيت زوجها الفاخر نسيت إبراهيم تماما. - يعلم الله أن خيانتي لعهده سبب الانتقام الإلهي مني. تركته يكمل دراسته وتزوجت من ذاك الكافر بالله. تعالى صوت العربي باطما موالا : يا من هو ذيب في الغياب ( جمع غابة) كثر صياحه ! قالت : اسمع! إنه كلام الحق. لم أجبها. كنت أفكر في حالتها. انتقالها من أعنف حب إلى أقوى حقد ذكرني بأولئك الذين انتقلوا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين فأصبحوا كهذا الجسد الأنثوي الممتد بجانبي. ليس بينهم وبينه من فرق سوى أنهم يمارسون الغواية بأقلامهم والعهارة في مجلاتهم ومقرات أحزابهم. لا امرأة اختارت طواعية أن تكون عاهرة وكذلك أغلب المثقفين. اتممي الحكاية قبل أن يبرد شبقي. قالت: تحايل علي وافتض بكارتي بدون عقد نكاح. بعد صراخي وعويل أمي واستعطافه وعدني بصون العرض. لم يمض شهران حتى كان العرس جاهزا والدم جاهزا أيضا أحضره من المستشفى حتى يتمكن من إظهار البراءة ليلة الدخلة ( القشَّابة ). أصبحت أحبه كما أحببت إبراهيم قبله. كان كلما غاب - لا أعلم أين- أعانق الوسادة لأستأنس برائحته التي تنبعث منها. أنتظره بنفس اللهفة التي كنت أنتظر بها عودة إبراهيم ابن القائد من دراسته. كنت حمقاء أحب كل شيء. يتعالى صوت العربي باطمة من الراديو كاسيط : ” أنا كاع بنادم نبغيه ^^ وظانو باللي يبغيني كيف نبغيه نقول عليه ^^ واللي فاخلاقي ما يخليني ” هل انتهت الحكاية؟ اختصري من فضلك. بعد عام دْيَال شهر العسل، تغير سلوك زوجي فأصبح وقحا. ثم جاءت إلي سيدة لا أعرفها وأخبرتني بأنها ضحية مثلي وتملك أسرار زوجي. أنارت لي الطريق فثبتت لي خيانته. ندمت ! كان علي أن أنام مع أصدقائه قبل أن يطلقني. - وهل أصدقاؤه سيقبلون؟؟ - بسهولة ! هل تعتقد أن الذي يفسد من وراء زوجته له أصدقاء؟ عندُو النَّم حشاك. فضللت أن لا تتمم الحكاية لأن مثل هذه المواضيع تفسد علي حلمي في بناء أسرة قوية. يخيل إلي أن شوارع المدينة كلها خيانة إن لم تكن كذلك فعلا. وأن ما تحكيه سهم موجه إلي أنا الذي انهارت قيمي أمام جسد فاتن. تكور جسد اسمهان. بينما أنا ارتخيت من ألم اللذة أو لذة الألم. شعرت بأنفاسي تختنق. توجهت إلى النافذة أبحث عن متنفس وصوت بوجميع يلاحقني : أنا ما انسيت دواري( قريتي) ^^ يا ناس المحبة أنا ما انسيت العشيرة ( الخليلة) ^^^ خايص هذي نكبة أنا أيضا لم أنس خليلتي. لا زلت أذكر آخر لقاء لنا في ذلك اليوم الشتوي وهي تودعني عند المحطة. لا شك أنها تنتظرني الآن كما كانت اسمهان تنتظر إبراهيم ابن القائد. ماذا لو رأتني كالكلب ألهث متمرغا في عرق عاهرة؟ ماذا لو أخذها مني ثري كما حصل لإبراهيم؟ كانت اسمهان تستعد للخروج. وبينما هي تعيد طلاء أحمر الشفاه قالت : - هيا ! - ماذا؟ - عرق إبطي ! - قهقهنا وسلمتها أجرها قبل أن يجف عرق إبطها. تمددت على ظهري فوق السرير. كان القرآن بعيدا مني بينما كتاب زهور الألم في متناول يدي. قرأت : المجد والحمد لك أيها الشيطان في أعالي السماء - حيث مملكتك – وفي أعماق الجحيم – حيث مهزوما- تحلم في صمت ! وجدت ما يقوله بودلير شاذا وغريبا. حاولت أن أتناول القرآن...لكنني لست على طهارة..