في حفل اختتام الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي ، الذي سيحتضنه المركب الثقافي بمدينة خريبكة ابتداء من الخامسة عشية من يوم السبت 23 أكتوبر الجاري ، سيتم تكريم المخرج السينمائي المتميز ريمون بطرس . فيما يلي ورقة تعرف بجوانب من مسيرته الفنية : ريمون بطرس ( 60 سنة ) مخرج سينمائي سوري مثقف ومتعدد المواهب ، تشبع بفن النحت على الحجر مند نعومة أظافره على يدي والده الفنان الكبير أنطانيوس ، الدي تربعت زخارفه على جدران مساجد وكنائس مدينة حماة ومدن أخرى سورية ولبنانية وفلسطينية وأردنية ، وعشق الموسيقى وعزف على الكمان ، ومارس الكتابة الصحافية والنقد السينمائي مند سن الخامسة عشر ، كما احترف الترجمة من الروسية الى العربية أساسا بعد عودته من الاتحاد السوفياتي ( سابقا ) ، وكتب سيناريوهات جل أفلامه ... ظهر ميله الى السينما مند مرحلة الطفولة حيث كان يرتاد قاعاتها بمسقط رأسه حماة لمشاهدة أفلام المغامرات الأجنبية والأفلام الاستعراضية المصرية ( أفلام فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وغيرهما ) ، وبعد مشاهدته لفيلم " روميو وجولييت " ، الدي أخرجه المبدع الايطالي فرانكو زيفيريللي سنة 1968 ، حصل تحول كبير في تعاطيه مع السينما اد انتقل من مستوى الاستهلاك العفوي للصور والأصوات السينمائية الى مستوى الاهتمام بالسينما كفن وثقافة والبحث في عوالمها ومكوناتها الأساسية . وهكدا كتب وعمره خمسة عشر سنة أول مقالة موضوعها فيلم "روميو وجولييت " المدكور ونشرها في جريدة سورية ، وبانتقاله الى التعليم الثانوي ترسخ اهتمامه بالأفلام المتميزة والكتابة عنها بواسطة التثقيف الداتي والانفتاح على المجلات المتخصصة في السينما والمسرح وفنون أخرى وكتب الأدب والفلسفة والسياسة والعلوم وغيرها . بعد انهائه لمرحلة التعليم الثانوي مع مطلع السبعينات من القرن الماضي طرح أمامه خياران اما دراسة الموسيقى أو السينما وفي الأخير اختار الاخراج السينمائي وسافر في بعثة طلابية الى مدينة كييف الأوكرانية وعوض أن يتابع دراسته الجامعية في الفيزياء والكيمياء بمعهد الطاقة غير الاختصاص والتحق بمعهد السينما ، الدي تخرج منه سنة 1976 بماجيستير في الاخراج السينمائي . الملاحظ أن التجربة الابداعية السينمائية لريمون بطرس انطلقت قبل تخرجه من معهد كييف ودلك لأنه أخرج وهو طالب بهدا المعهد السينمائي السوفياتي باكورة أفلامه سنة 1974 بعنوان " صهيونية عادية " ، وهو فيلم تسجيلي مدته عشرة دقائق حاول من خلاله الكشف عن الحركة الصهيونية في العالم ، وبعده جاء فيلم التخرج " نشيد البقاء " عن نهر العاصي بمدينة حماة . وبعودته الى سوريا ستبدأ مرحلة جديدة من حياته الفنية وستواجهه صعوبات تضطره الى ترك العمل السينمائي مؤقتا وممارسة الصحافة والترجمة والنحت على الحجر ، وبالصدفة سيتم الحاقه بالمؤسسة العامة للسينما لتنطلق مسيرته السينمائية بشكل رسمي وتفرز مجموعة من الأعمال التسجيلية والروائية ندكر منها بالخصوص الأفلام التالية :الوثائقي " الشاهد " سنة 1986 و " المؤامرة المستمرة " ، وهو فيلم روائي طويل أنتج سنة 1987 بالاشتراك مع مؤسسة سوف-فيلم السوفياتية المشهورة آنداك ، و الأفلام الروائية الطويلة " الطحالب " سنة 1991 و " الترحال " سنة 1996 و " حسيبة " سنة 2008 ، بالاضافة الى أفلام وثائقية قصيرة لعل آخرها هو الفيلم الرائع " ملامح دمشقية " من انتاج سنة 2008 ، الدي عرض في الدورة الأولى لمهرجان خريبكة الدولي للفيلم الوثائقي سنة 2009 . كل هده الأفلام تعكس جوانب عدة من حياة الناس بالمدن السورية كحماة ودمشق ، كما تعكس جوانب من تاريخ وحضارة الشام وبعضها يقدم رؤية لواقع العرب المتخلف وما يزخر به من تناقضات وظواهر مرضية . انها أفلام تهتم بالتفاصيل الحياتية وتترجم أحاسيس مبدعها ومشاعره وهو يتفاعل مع ما يحيط به من أحداث ومعمار وأمكنة وبشر وغير دلك ، بأسلوب فني جميل يطهر تمكن ريمون بطرس من أدوات التعبير السينمائي ويعكس اطلاعه الواسع على ثقافة وهموم عصره . فتحية لهدا المبدع السينمائي العربي والكوني الكبير بمناسبة تكريمه بمدينة خريبكة المغربية. ملصق فيلم "حسيبة" لريمون بطرس المخرج السوري ريمون بطرس