صدر، هذه الأيام، للدكتور سعيد كريمي، كتاب جديد يحمل عنوان: "سِفر الروح: قصص وبورتريهات"، منشورات اتحاد كتاب المغرب، فرع الرشيدية، عن مطبعة ألطوبريس طنجة، 118 صفحة، من الحجم المتوسط .صورة الغلاف للفنان التشكيلي: سعيد نجيمة . الكتاب يتضمن 10 نصوص من القصص والبورتريهات هي: أنتعل دائما رقم: 44 حرقة الوجود حادة الفَكانسية المتخلف الحداثي يسألونك عن الحمّام عودة وحّود في حضرة البؤس إلى رحمة الله أنا ذاهب ذاكرة خلق آخر صبوة.كوم . لم يميز المؤلف بين القصص والبورتريهات،وترك الأمر لنباهة القارئ . وهو على كل حال، يؤمن بتداخل الأجناس الأدبية، وبزوال الحدود بينها . ويبدو النفَس السردي للكاتب حتي في البورتريهات، من هذا المقتطف النموذج: "... ظل (بطل البورتريه) صامدا مناضلا بقلمه ولسانه إلى أن أعياه المسير، وصُدم في مواقف بعض الرفاق الذين تحولوا في نظره إلى انتهازيين ومتملقين ووصوليين . تألم عميقا لهذا التحول المفاجئ الذي لم يكن في حسبانه، والذي بعثر كل أحلامه وآماله، وزرع الشك في كل معتقداته ويقينياته التي كافح من أجلها باستماتة وسخاء كبيرين . دفعته هذه الصدمة الفجة إلى إعادة النظر في كل تفاصيل حياته وترتيب أولوياته، فكان أن اختار البحث العلمي الأنتروبلوجي طريقا لبلوغ أعماق الذات وكنه الهوية . بدأ الحفر والتنقيب في مواضيع التراث المرتبط بثقافة الدم، والفحش المقدس، والزواج العشائري، والمرأة المقيدة، وطقوس العرس، والختان وأحيدوس...فأفلح في فض بكارة مواضيع جديدة..." (ص:35 36) .
تعطي النصوص، بشكل عام، من حيث المضمون، نظرة عن الإنسان البسيط المهمش في منطقة نائية من هذا البلد السعيد (المغرب)، في القرية والمدينة، والحياة البسيطة أيضا فيهما، والقاسية في الغالب، مع تعاطف واضح مع أبطال البورتوريهات كما القصص . ومن الناحية الفنية، يتميز أسلوب الأستاذ كريمي بالبساطة والسهولة والوضوح، واللغة السلسة ، وتضمين النصوص بعض التعابير والألفاظ العامية ذات الجرس المحلي، ومع الميل أحيانا إلى التأمل والتدليل العقلي البعيد عن الشطحات الخيالية المغرقة في الفانطاستيك . يُشار إلى أن الكاتب أصدر، منذ سنوات، مجموعة أولى من البورتريهات، إضافة إلى كتابين عن مسرح القسوة ورائده أنطوان أرطو .كما ينشر دراسات نقدية (حول المسرح خاصة)، في المنابر الورقية والإلكترونية الوطنية والعربية .ه