حرنت ريح بعرين الموت تستطيل على زفير معلمها من يجهض الدرس في تضاريس رخوة الأستاذ يسألها : كم مهمها أبحرت كم قتلت من بحر ويضمّخها بسياط المنايا كي تستضيف الصمت يريها وجها قبيحا في المرايا ويلوذ بحكمة عزباء يبسم خانعا فرَقاً من عجاجة ناصعة تنكّد أوهامه المثلى وتشنق شيطانه الأمرض من محتضر يستلقي فوق براءة بلهاء يا نهزة تستشيط خساسة تتَفَرْقَعُ خَرْوَعًا في وجه الريح تقرع أمشاج زمردة بمقرع من شظاياها الحبلى بتخاريص فاقعة ويقتنص الأملودة أجرب الرأس يسخر من هدير السماء الرعديد يلحسها بنظرة جائعة يسافر في نعومتها في غفلة معربدة تصفع وجه الريح فتستكين إلى صرخة ثكلى تأفل في رعشة الخد الجريح ما للريح أدارت ظهرها لغيد مغردة مرعودة بسحابة صيف مائعة ؟ أيقظتْ قبرا بأخلاق المعلم الميْتة فانتفضت جذلى تهدد الريح بأصفار سوداء والقلم الأحمر يقطر وعدا أبيض لخصور خاشعة يلملم أشعار العشق يحشو بها رأسا مراهقة تجثو على وركيها في هفوة حمراء تصَرّف نقطا دمدمت الريح بهمس خافت أكلت صوتها هرة فويسقة واستعاد الموت كلبته الأولى ورمى الشباك في بركة العصافير الحسناء ها هوذا يصفّر طامعا في شحرورة أخرى رائعة تدندن في طفولته المستباحة الكسلى وتصرخ الريح مهرطقة قم وفّها الكلبةَ ضربا أركض في ليلها من خيول تخوض رهانا أبى الموت إلا أن يكون جبانا يسرق الزهر من الريح يدخلها في فقحة شيطان أخرس في زعنفة العالم المرّ.