تتميز سنة 2010 بعودة قوية للممثل المغربي العملاق الراحل الحاج العربي الدغمي (1931 1994 ) ، أولا بإطلاق إسمه على جائزة التشخيص ذكورا وإناثا في مسابقة يوسف شاهين للأفلام العربية ، المستحدثة بالدورة 16 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف تحث الإدارة الفنية للناقد السينمائي الصديق محمد باكريم ، وثانيا بتكريمه في حفل افتتاح الدورة 12 لمهرجان العالم العربي للفيلم القصير بقاعة المناظرات بإفران ابتداء من السابعة والنصف مساء من يوم الخميس 22 يوليوز 2010 باعتباره من أوائل الممثلين المغاربة الكبار ، إلى جانب أحمد الطيب العلج وخديجة جمال والطيب الصديقي والراحلين البشير العلج ومحمد سعيد عفيفي وغيرهم ، الذين شاركوا في الأفلام المغربية القصيرة الأولى في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي . ويتعلق الأمر بأربعة أفلام قصيرة صورت باستوديوهات السويسي بالرباط ، أخرجها آنذاك المخرج الفرنسي الشاب جان فليشي انطلاقا من سيناريوهات استلهمت من تراثنا الشفوي وموروثنا الشعبي بمشاركة ممثلي فرقة المسرح الوطني المغربي ، التي تكونت سنة 1953 تحت إشراف الشبيبة والرياضة والأساتذة أندري فوازان و شارل نيك وبيير ريشي وعبد الله شقرون والطاهر واعزيز والراحل عبد الصمد الكنفاوي . وقد عرضت هذه الأفلام تجارب إدريس ،البير، الدجاجة ، كنز لحكيم في كل نواحي المغرب بمدنه وقراه ضمن أنشطة القوافل السينمائة منذ سنة 1954 ولقيت نجاحا منقطع النظير . تتضمن فقرة تكريم الراحل العربي الدغمي ، في مهرجان إفران ، شهادات في حقه وعرض نوذج من أفلامه القصيرة وتوقيع لكتاب صدر سنة 1996 حول سيرته الفنية بعنوان " العربي الدغمي : إبداع أصيل " يحتوي في مجمله على شهادات ثلة من الفنانين والمثقفين والصحافيين وغيرهم ، الذين عاشروه أو تعرفوا عليه ، بالإضافة إلى معطيات من حياته ومحطات مسيرته الفنية التي انطلقت بشكل رسمي سنة 1948 وأفرزت العديد من الأعمال المسرحية و الإذاعية والسينمائية والتلفزيوية المغربية والعربية والدولية.