تأوهت كثيراً ...بغضب تستجير ولاحقها صوت الضمير المستتر من غباء الخريف الذي انقضى بلا عودة , لم تعلم بأن العمر كنز في فصوله الأربعة الصيف الذي توارى خجلاً من غلالتها الرقيقة المتشحة بها اتقاء حر الشمس الحارقة , حسبت حرارة شمس الصيف أشد من جحيم آخر . وحزنت لتلك الزخات الممطرة من السماء ذات شتاء ؛ حسبتها كفيلة بأن تسد حاجة سكان الأرض لسنين عجاف ؛ ولكنه قدر ورزق وينذر بشح الماء وقلة المطر . وقطرات الندى التي طبعت قبلات على خدود الياسمين والخزامى بدون صخب وبخجل مستتر ! وها هو الربيع يسكنها بلا رجفة باليدين أو رعشة في أوصالها ترنو للزهر المتفتح يعانقها , والرمان متمرد أً تجرأ بالوثب مستفزاً نظرات الحالمين , مدغدغاً أحلام العذارى بمناجاة القمر بليلة سمر. وعاودها الرجاء ؛ فكيف لا تكون ! وضميرها نابضاً لا يستكين ؛ يرقب خلجات صدرها وما زال يسكنها كالظل لا يستريح , تشكوه العبث في بنات أفكارها كالمستجير , يدعوها لا تبتعدي أخاف عليك وجع الضمير ! يستجيرها بصخب وصمت ؛ لا تقرعي الجرس ؛ مللت قرع الأجراس لا تتركيني مع نون النسوة والمستجيرات للعدالة العمياء ؟! أنا يا سيدي امرأة , ضجرت من نزق الحكام ! واستلهمت من مداد القلم ألف قضية ,وقلمي ذاك الجسور ضجر الخنوع والاستسلام و الإستزلام لكتاب أقلامهم نهرت وزجرت في الحمية ! أحسبني تلك العامرية أو هي الفلسطينية ؛ قرأت التتار , والزنوج,والمغول ,والعثمانية ,والقومية, والعربية, وبفخر أبدعت الفلسطينية . لباسها الثورة , توسدت البندقية , وكلما اشتدت المحن تستلهم مداد قلمها الجسور وتحثه أن ينوء عن حرف الحاء وحرف الباء وتدعوه هجر المتكأ فوق منضدة بجانب تلك الأريكة المخملية ! واستجاب لها خجلاً فنزل بساحة الوغى برأي عام للعوام وأثار ألف قضية !!!