التوقيع الثاني للمجموعة القصصية "الخبز الأسود" للأستاذ محمد مباركي بثانوية أبي ذر الغفاري في إطار أنشطتها السنوية نظمت ثانوية أبي ذر الغفاري ، يوم الأربعاء 2 يونيو 2010 حفل توقيع بمناسبة إصدار "المجموعة القصصية للأستاذ محمد مباركي". لقد افتتح الحفل بكلمة ترحيبية بالحضور، وبتقديم الأستاذ محمد مباركي ، وبالتعريف بإبداعه وإنتاجاته ،ألقاها ذ.حسين سونة ، ثم تناول الكلمة الأستاذ حسن بنعودة الذي قدم كلمة نقدية قال فيها بالخصوص : أنا حينما قرأت له محاولات أدبية قبل قراءة الخبز الأسود كانت محاولات جادة ، أستاذ أديب فنان ، شدني فيه الرجل ، أتقاسم معه الكثير من الجمود ، فنحن من طينة واحدة ، ربما ترعرعنا بين أحضان الجبال وأحضان البادية وتركت فينا بصمات لا يمكن أن يمحوها الزمن ولا أن تمحوها الحضارات ولا المدنية ، فحينما قرأت وطن الخبز الأسود وجدت نفسي أتحرك مع أبطال هذا الرجل ، إذن هو رجل له ميل وعشق إلى البادية وإلى بساطة أهل البادية وبراءة أهل البادية ، وكأنه في هذه النصوص يصب غضبه على هذه المدنية التي غيرت الإنسان ... ، غيرت فيه قيمه ونقاءه ورجولته وشهامته ونبله وكثير من القيم التي ضاعت منا وفينا ، لكل هذا عشقت هذا الرجل وأحببت هذه الكتابات وأعتقد على أن محاولاته لا تتوقف ، وهو دائم الكتابة ودائم العشق إلى الكتابة القصصية فهو ينقل لنا صورا من هذا الواقع من معاناة الإنسان ... ، قرأت له مجموعة من القصص كنت أقول إن الرجل يقول لي فرار من الجحيم ولكن إلى الجحيم فرار من جحيم البادية أحيانا بجفافها مثلا بمعاناة البادية إلى المدينة حيث المعاناة أقوى... ، هي صور أضفى عليها الكثير من روحه فهو لا يهدأ باله إلا حينما يترجم هذه المشاعر الفياضة إلى قصص قصيرة وجميلة وبلغة عربية سلسة ، وبأسلوب حكيم رائع ، ويزيدها جمالا بالوصف . وفي الأخير صرح الأستاذ الناقد أنه كان يود أن يكتب هذا التدخل في مقال ولكن الوقت لم يسعفه . ثم تناول الكلمة السيد علي العلوي مدير المؤسسة فشكر ذ.محمد مباركي على تلبيته الدعوة وطلب منه سماع قراءة صوتية لإحدى قصصه ، وبعد استمتاع الحضور بقراءات قصصية للقاص ذ.محمد مباركي ، قال السيد المدير : كنت أتوقع بالفعل جلسة حميمية بهذا الشكل بعيدة عن الصفات التي أثقلتنا طيلة السنة ، حبذا لو كانت الكلمة موجهة للحضور لحضور هذا العرس ، عرس أدبي الذي بطله هذه المجموعة القصصية ، وهنأ المبدع وتمنى له أن تستمر هذه التجربة الإبداعية ، وشكر الأستاذ بنعودة على مقاربته النقدية ... كما أبدى استغرابه لكون أن أي متدخل لما يكتب في القصص وفي الشعر وفي الرواية يعيش حالة الاغتراب التي يعيشها المثقف ، وهي ربما انعكاس ولو أن المثقف له أداة لتجسيد هذا الوضع ، ولكن هذا الاغتراب نعيشه جميعا حتى أطفالنا . وقد حضر حفل التوقيع بالإضافة إلى الطاقم الإداري للمؤسسة مجموعة من الأساتذة وبعض الضيوف ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التوقيع هو التوقيع الثاني بعد التوقيع الأول الذي كان بثانوية أسلي .